[ ص: 2348 ] الجزء الثاني والعشرون
[ ص: 2349 ] [ ص: 2350 ] [ ص: 2351 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
231 - باب ذكر أبي بكر رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم وعمر قال دفن رحمه الله : محمد بن الحسين
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والحمد لله على كل حال ، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم . أما بعد :
فإن سائلا سأل عن دفن أبي بكر رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان بدؤ شأن دفنهما معه ؟ وكيف صفة قبريهما مع قبره ؟ وهل كان تقدم من النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أثر أن وعمر أبا بكر رضي الله عنهما يدفنان معه في بيت واحد في بيت وعمر رضي الله عنها ؟ . عائشة
فأحب السائل أن يعلم ذلك علما شافيا ، فأجبته إلى الجواب عنه ، والله المعين عليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
قال رحمه الله : محمد بن الحسين
من عني بمعرفة فضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وفضائل المهاجرين والأنصار على حسب ما تقدم ذكرنا في كتاب الشريعة لا بد له أن يعلم علم هذه المسألة ليزداد علما ويقينا وعقلا ، ولا يعارضه الشك في صحة دفنهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمتى عارضه جاهل لا علم معه كان معه علم ينفي به الشك حتى يرده إلى اليقين الذي لا شك فيه . والله الموفق لكل رشاد . وعلي
[ ص: 2352 ] اعلموا يا معشر المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم أنه ميت ، وقد علم أنه يدفن في بيت رحمها الله ، وقد علم أن عائشة وعمر رضي الله عنهما يدفنان معه والدليل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم : أبا بكر "بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" ، وقوله : ومنبري روضة من رياض الجنة" ، عائشة وقوله صلى الله عليه وسلم : "ما بين بيت "ما قبض الله تبارك وتعالى نبيا إلا دفن حيث قبض" .
فهذا يدل على أنه قد علم صلى الله عليه وسلم أنه يدفن في بيت رضي الله عنها . وستأتي من الأخبار ما يدل على علم النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته أنه يدفن في بيته ؛ بيت عائشة رضي الله عنها ، وأن عائشة أبا بكر رضي الله عنهما يدفنان معه ، وأول من تنشق عنه الأرض النبي صلى الله عليه وسلم ثم عن وعمر أبي بكر رضي الله عنهما . وعمر
[ ص: 2353 ]