[ ص: 78 ] ذكر خبر اليهودي من بني عبد الأشهل.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قالا: حدثنا وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، قال: حدثني ابن إسحاق صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن عن محمود بن لبيد، سلمة بن سلامة بن وقش قال: " كان بين أبياتنا يهودي، فخرج على نادي قومه بني عبد الأشهل ذات غداة، فذكر البعث، والقيامة، والجنة والنار، والحساب، والميزان، فقال ذلك لأصحاب وثن لا يرون أن بعثا كائن بعد موت، وذلك قبيل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ويحك يا فلان - وفي رواية القاضي: ويلك يا فلان - وهذا كائن أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون من أعمالهم؟ قال: نعم , والذي يحلف به لوددت أن حظي من تلك النار أن توقدوا أعظم تنور في داركم، فتحمونه، ثم تقذفوني فيه، ثم تطينون علي، وأني أنجو من النار غدا.
فقيل: يا فلان، فما علامة ذلك؟ قال: نبي يبعث من ناحية هذه البلاد، وأشار بيده نحو مكة واليمن، قالوا: فمتى تراه؟ فرمى بطرفه، فرآني وأنا مضطجع بفناء باب أهلي، وأنا أحدث القوم، فقال: إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه، [ ص: 79 ] فما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وإنه لحي بين أظهرهم، فآمنا به وصدقناه، وكفر به بغيا وحسدا.
فقلنا له: يا فلان، ألست الذي قلت ما قلت وأخبرتنا؟ قال: ليس به ".