[ ص: 80 ] ذكر سبب إسلام ابني سعية.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، قال: حدثني ابن إسحاق عن شيخ من عاصم بن عمر بن قتادة، بني قريظة قال: هل تدري عما كان من إسلام أسيد، وثعلبة ابني سعية، وأسد بن عبيد، نفر من هذل، لم يكونوا من بني قريظة ولا النضير، كانوا فوق ذاك؟ فقلت: لا قال: فإنه " قدم علينا رجل من الشام من يهود، يقال له: ابن الهيبان، فأقام عندنا، والله ما رأينا رجلا قط لا يصلي الخمس خيرا منه، فقدم علينا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، فكنا إذا قحطنا، وقل علينا المطر نقول: يا ابن الهيبان، اخرج فاستسق لنا، فيقول: لا والله حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة.
فنقول: كم؟ فيقول: صاعا من تمر أو مدين من [ ص: 81 ] شعير.
فنخرجه , ثم يخرج إلى ظاهر حرتنا، ونحن معه، فيستسقي، فوالله ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب.
قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة.
فحضرته الوفاة، واجتمعنا إليه.
فقال: يا معشر يهود، ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟ قالوا: أنت أعلم قال: إنما أخرجني: أتوقع خروج نبي قد أظل زمانه، هذه البلاد مهاجره، فأتبعه، فلا تسبقن إليه إذا خرج.
يا معشر يهود، فإنه يبعث بسفك الدماء، وسبي الذراري والنساء ممن يخالفه، فلا يمنعكم ذلك منه , ثم مات.
فلما كانت الليلة التي فتحت فيها قريظة قال أولئك الثلاثة الفتية وكانوا شبانا أحداثا: يا معشر يهود، والله إنه للذي كان ذكر لكم ابن الهيبان.
فقالوا: ما هو به.
قالوا: بلى والله، إنه لصفته , ثم نزلوا، فأسلموا وخلوا أموالهم، وأولادهم، وأهاليهم قال كانت أموالهم في الحصن مع المشركين، فلما فتح رد ذلك عليهم ". ابن إسحاق: