الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصفرة والكدرة في زمن الحيض يعتبران حيضاً؛ كما سبق بيانه في الفتوى رقم :6399 ، والفتوى رقم :5800 .
وعليه؛ فما تراه السائلة إذا كان يأتي في أيام الحيض فإنه يعتبر حيضاً بالإضافة إلى الأيام التي ترى فيها الدم ولو زاد ذلك بمجموعه على عشرة أيام ما لم يتجاوز خمسة عشر يوما، فإن زاد على خمسة عشر يوماً فهي استحاضة وليست حيضاً. ولمعرفة ما تفعله المستحاضة تراجع الفتوى رقم : 29962 .
أما بخصوص نية الأخت السائلة صيام أيام البيض ولم تتمكن من إكمال ذلك بسبب العذر فظاهر الأحاديث يدل على أن النية يثاب عليها صاحبها؛ كما سبق في الفتوى رقم :22111 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لما سئل عن هذا الأمر أو الحديث وهو نية المرء أبلغ من عمله فأجاب: هذا الكلام قاله غير واحد وبعضهم يذكره مرفوعاً وبيانه من وجوه؛ أحدها: أن النية المجردة من العمل يثاب عليها، والعمل المجرد عن النية لا يثاب عليه إلى أن قال: الثاني: أن من نوى الخير وعمل منه مقدوره وعجز عن إكماله كان له أجر عامله . انتهى
واستدل رحمه الله على هذا المعنى بأدلة وافية .
والله أعلم .