الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يتبين لنا المقصود من قولك صحيح الألباني، فإن كنت تقصد صحيح الجامع الصغير ففيه ثمانية آلاف ومائتان وحديثان ما بين صحيح وحسن، وله كذلك صحيح الترغيب وصحيح الأدب المفرد وصحيح أبي داود وصحيح ابن ماجه وصحيح النسائي وصحيح الترمذي، وفيها آلاف الأحاديث التي صححها أو حسنها الشيخ رحمه الله، وله كذلك السلسلة الصحيحة فيها أكثر من أربعة آلاف حديث.
واعلم أن أكثر الأحاديث التي خرجها الألباني في السلسلة الصحيحة وفي صحيح الجامع غير موجودة في الصحيحين.
ثم اعلم أن الحكم على الحديث من حيث الصحة أو الضعف يكون بعد البحث في سنده وفي متنه وهو علم قائم على قواعد وأصول، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 35715، والشيخ لم ينفرد بتصحيح أو تضعيف، وإنما يعتمد على كلام أهل العلم السابقين ويرجح بين أقوالهم بميزان دقيق.
أما الخلاف بين المتقدمين والمتأخرين في الحكم على الحديث، فقد تقدم في الفتوى رقم: 9224.
أما أحاديث البخاري ومسلم فمقطوع بصحتها. قال ابن الصلاح: جميع ما حكم مسلم بصحته في هذا الكتاب فهو مقطوع بصحته، والعلم النظري حاصل بصحته في نفس الأمر، وهكذا ما حكم البخاري بصحته في كتابه، وقال أيضاً:.... سوى أحرف يسيرة حكم عليها بعض أهل النقد كالدارقطني وغيره، وراجع الفتوى رقم: 35370.
أما السنن فتشتمل على أحاديث صحيحة وضعيفة، لأن أصحابها لم يشترطوا الصحة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 58266.
والله أعلم.