الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على المحافظة على نفسك، ومجاهدتها في غض البصر عن النظر للحرام، والحرص على العفاف، والطهر -نسأله تعالى أن يرزقك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى-.
ولا حرج عليك في الدعاء لهذا الشاب بالخير، والصلاح، وأن ييسر لك الزواج منه، إن أصبح صالحًا مَرْضِيًّا في دِينه، وخُلُقه؛ فقد أرشد الشرع الحكيم المرأة المسلمة إلى الحرص على اختيار صاحب الدِّين، والخُلُق، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 176481؛ فلا تتوقفي عن الدعاء بنحو ما ذكرنا.
وإذا دعوت له بذلك؛ لا تكونين ظالمة له، ولا لنفسك، بل أنت محسنة إليه، فلعل الله يستجيب دعاءك؛ فتكونين سببًا لهدايته إلى الصراط المستقيم.
وإذا أصبح هذا الشاب صالحًا، وتبيّن لك ذلك من شهادة الثقات الذين يعرفونه؛ فلا بأس أن تعرضي نفسك عليه.
فإن رغب في الزواج منك؛ فاستخيري الله في الأمر، فإن تم الزواج؛ كان في ذلك خير لك، والمرجو أن يجعل الله تعالى لك السعادة معه؛ فالاستشارة والاستخارة من أعظم أسباب التوفيق، وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى: 18430، 19333، 123457.
وإذا اتبعت ما أرشدناك إليه من أمر الدعاء، والاستشارة، والاستخارة، أخرجت نفسك من هذه الهواجس، والخواطر السيئة التي تنتابك.
وإن لم يتيسر في نهاية المطاف زواجه منك؛ فلا تتبعيه نفسك، وسلي الله سبحانه أن يقدّر لك غيره من الصالحين، وجاهدي نفسك في صرف قلبك عنه؛ فذلك من خير ما يحفظ لك دِينك، وعِرضك، ويجنّبك الافتتان به، وراجعي للفائدة الفتوى: 9360؛ ففيها علاج العشق.
وننبه في الختام إلى خطورة الاختلاط في الدراسة، أو العمل، ووجوب مراعاة الضوابط الشرعية لمن دعتها الحاجة للدراسة، أو العمل المختلط، وراجعي الفتوى: 5310، والفتوى: 254365.
والله أعلم.