الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ذكرته لا يستلزم الكفر، ولا الاستهزاء بالدين، فالتصريح بالاستهزاء والسخرية بخطيب -فضلا عن تحديث النفس بذلك- لا يعني الاستهزاء بالدين، والآيات المذكورة في الخطبة، وهذا ظاهر بيّن. وراجع الفتوى:137818.
ثم إن الأصل هو بقاء المسلم على الإسلام، فمن ثبت إسلامه بيقين، فلا يخرج منه إلا بيقين. وأما الأقوال والأفعال المحتملة فلا يُكفَّر بها المسلم.
جاء في شرح الشفا لعلي القاري: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم، ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو، خير له من أن يخطئ في العقوبة ـ رواه الترمذي والحاكم. اهـ.
وراجع نصائح لعلاج الوسوسة، في الفتوى: 280810.
والله أعلم.