الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن أوقع الله عز وجل في قلبه حب فتاة، فعف نفسه عن الوقوع معها فيما حرم الله عز وجل، فقد أحسن، وراجع الفتوى رقم: 4220، وهي عن حكم الحب قبل الزواج.
ولا حرج في دعاء المسلم بأن ييسر الله تعالى له الزواج ممن يحب، إن كانت مرضية الدين والخلق.
والزواج من أفضل ما يرشد إليه المتحابان، روى ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 36319.
وتغير القلب من حب فتاة إلى حب غيرها ليس فيه ما يدعو للقلق، ولا يعني ابتلاء، أو إصابة المرء بمرض أو جنون، بل قد يكون أمرًا عاديًّا، خاصة وأن أمور القلوب لا دخل للإنسان فيها، وإنما هي من شأن علام الغيوب.
ولا يبعد أن ييسر الله لك الزواج من إحداهما.
والذي ننصحك به أن تسأل الله عز وجل أن يرزقك زوجة صالحة، عسى أن ييسر لك ذلك، سواء بالزواج بواحدة من هاتين الفتاتين أم من غيرهما، فاجعل أمرك إلى الله، وأحسن الاختيار، واستشر العقلاء، واستخر ربك فيمن ترغب أن تكون لك زوجة، فما خاب من استخار ولا ندم من استشار، ولمزيد الفائدة راجع الفتويين: 8757، 19333. وهذا فيما إن كنت تقصد أن يجمعك الله مع إحداهما في الدنيا.
وإن كنت تقصد في الجنة، فهذا ممكن أيضًا إن ماتت ولم تتزوج، وإلا فالمرأة في الجنة لزوجها من أهل الدنيا، كما هو مبين في الفتوى رقم: 41602.
وننبهك في الختام إلى أن قولك عن نفسك: (إني متمسك بحب الله والرسول) متضمن نوعًا من التزكية للنفس، فلا تجزم في مثل هذا، بل قل: "أرجو أن أكون كذلك"، فقد قال تعالى: هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {النجم:32}،
والله أعلم.