الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي أن تستعمل التلاميذ في مصالحك الشخصية، لا سيما أنك تتقاضى أجرك من إدارة المدرسة، لكن إن فعلوا ذلك طواعية، وإحساناً، -دون أن تلزمهم-، ولا خوفاً من عقوبة جاز، لا سيما إذا لم يكن مشقة عليهم بأن كانوا يحضرون الماء من بيوتهم، حيث يتوفر الماء، ونحو ذلك، شريطة ألا تجزي من فعل ذلك درجات أكثر ممن لم يفعل.
وإن وجدت من يستقي الماء بالأجرة، فهو أسلم لك؛ فقد كان من هدي بعض المعلمين من السلف عدم الانتفاع بشيء من تلاميذهم.
أخرج البيهقي في الشعب عن صالح بن أحمد بن حنبل قال: كان أبي- رحمه الله- لا يدع أحداً يستقي له الماء للوضوء إلا هو. انتهى.
وكان ابن عون لا يدع أحدا من أصحاب الحديث ولا غيرهم يتبعه، كما ذكر الذهبي في السير. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 57200 .
والله أعلم.