الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الكلام منقول من فتوى للشيخ عطية صقر رحمه الله، وهو محاولة من العلماء لالتماس الحكمة في عدم تأذينه صلى الله عليه وسلم، وفي كثير من هذه التعليلات نظر لا يخفى، وقد أشرنا إلى هذه المسألة وذكرنا كلاما حسنا للشهاب الرملي فيه تعقب لكثير من هذه التعليلات، وانظر لذلك الفتوى رقم: 69856 ، ولعل أمثل ما يجاب به عن تركه صلى الله عليه وسلم التأذين هو أنه كان مشتغلا بمصالح المسلمين مما يتعذر معه مراعاة الأوقات، فترك العمل الفاضل لاشتغاله بما هو أفضل منه، قال الشيخ ابن عثيمين: وإنما لم يؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الرَّاشدون؛ لأنَّهم اشتغلوا بالأهمِّ عن المهم؛ لأنَّ الإمام يتعلَّق به جميع النَّاس، فلو تفرَّغ لمراقبة الوقت لانشغل عن مهمَّات المسلمين، ولا سيَّما في الزَّمن السَّابق حيثُ لا ساعات ولا أدلَّة سهلة. انتهى.
والله أعلم.