الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا في حرصك على برك بوالدك، ومن برك به: صبرك على ما قد يصدر عنه تجاهك من أذى، فإذا احتسبت ذلك زادك الله به رفعة، وجعل بينك وبين أبيك مودة ورحمة وذلك على الله يسير.
وبخصوص هذه الهبة فان كان الواقع ما ذكرت من أن أباك قد وهبك هذه الدار لإعاقتك وبسبب دخولك كلية الطب فهي هبة معتبرة إذ يجوز للأب أن يفضل بعض أبنائه في العطية أن وجد مسوغ لذلك كما بينا بالفتويين: 25211، 57882 .
وما دمت قد حزتها وتصرفت فيها بناء على ذلك، فقد أصبحت ملكا لك فلا يضر عدم تسجيلها في السجل العقاري.
وإن صح ما ذكرت من أنك قد أحدثت في هذه الدار تعميرا وتغييرا فلا يجوز لأبيك الرجوع في هذه الهبة، وراجع الفتوى رقم: 6797 .
ومقاضاتك لأبيك في مثل هذه الحالة لا يعتبر عقوقا، ولكن الأولى السعي في البحث عن سبيل للحل دون اللجوء للقضاء كالاستعانة بأهل الفضل والعقلاء من الناس ومن ترجو أن يكون له جاه عند أبيك؛ ليحاولوا إقناعه بأن يرد لك هذه الدار أو على الأقل التوصل لصيغة للصلح يرتضيها الجميع، فيغلق الباب على الشيطان حتى لا يشتت شمل الأسرة أو يؤدي إلى قطيعة الرحم.
وإن كان الله قد يسر أمرك وفتح لك أبواب الرزق، ورأيت التنازل نهائيا حفظا للمودة في القربى وكسبا لرضا أبيك كان ذلك أعظم لأجرك وأرضى لربك مع أنه لا يلزمك.
والله أعلم.