السؤال
إذا شرب المرء مسكرا هل صحيح لا يصلي إلا بعد مرور عدة أيام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشرب المسكرات من الكبائر العظيمة والآثام الجسيمة، وهي محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وقد ورد فيها من الوعيد قوله صلى الله عليه وسلم: كل مسكر حرام. وإن على الله عهدًا لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال. قالوا: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار. رواه مسلم.
وأخرج الترمذي بسند حسن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر لم يقبل له صلاة أربعين صباحًا.
والمرء إذا سكر وفقد عقله بحيث لم يعد يعلم ما يقول فصلاته باطلة لقول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ {النساء:43}. ومع هذا فلم يرد أن شارب المسكر لا يصلي إلا بعد مرور عدة أيام، بل يجب عليه أن يبادر إلى التوبة، وأن يقيم الصلاة متى أفاق من سكره، وإلا كان عليه إثم السكر وإثم ترك الصلاة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني