السؤال
أريد أن أسألكم سؤالا يتعلق بالمكاسب.
أعرف أن هناك كسبا حلالا وحراما، ولكن تواجهني مشكلة في الكسب الحلال الذي يمكن أن يستخدم في الحلال والحرام. فمثلا بيع الملابس النسائية هناك من ستستخدمها للتزين لزوجها، ومن ستستخدمها للتبرج، وكذلك الكثير من الأعمال الأخرى مثل كي وغسل الملابس. يمكنني كي الملابس لمن سيستخدمها في حلال، وفي حرام.
ومعظم التجارات تستخدم في الحلال والحرام، فمعظم الناس يستخدمها في الحرام، ولا يمكنني أن أبيع لأشخاص يستخدمونها في الحلال، ولا أبيع لمن سيستخدمها في الحرام؛ لأن وزارة التجارة والصناعة تمنع هذا تحت عنوان العنصرية، وعليها سجن وغرامة وإغلاق محل. فلا يمكنني أن أكتب في محل الحلاقة: لا لحلق اللحى، أو لا للمتبرجات.
وإذا أردت أن لا أعمل في التجارة، وأذهب للعمل في الجهات الحكومية أيضا، سأضطر إلى العمل المباح الذي يشمل على الإعانة على الحرام مثلا العمل في البلديات والموارد المائية، وهو حلال، لكن سأضطر إلى إعطاء البنوك ومحلات الشيشة …… تراخيص. ولا يمكنني أن أقول: لا، وإلا فسأطرد من العمل. وأيضا تشمل على وظيفة المياه والكهرباء، فسوف أضطر إلى إيصال الكهرباء والماء إلى البنوك، ومحلات الشيشة……… وإذا ذهبت إلى الجهات الخاصة فهي أسوأ، فسيجبرونك على الإعانة على الإثم بطريقة أكبر، وإن لم أفعل سأطرد من العمل.
أنا أتكلم عن حال معظم الدول الإسلامية، فالدول الإسلامية تطبق قوانين دول الغرب، وبذلك فمعظم النساء متبرجات، ويستخدمن كل شيء في أمور حرام وأيضا حلال، لكن يغلب على ظني أنهن سيستخدمنها في الحرام. ولكن هذا حال كل الدول الإسلامية.
وحتى إذا أردت أن أعمل في دار الإفتاء، فسيجبرونني على أن أفتي في شيء خطأ حتى أتماشى مع قوانين دولتهم. فهذا ما سمعته من صديقي.
أرجوكم أخبروني ما الحل، فكل مكان على بقعة الأرض يشتمل على محرمات، ولا مفر منها من اختلاط وتبرج وغناء، فلا يمكنني أن أعمل أو أتاجر إلا بما يشتمل على محرم؟