السؤال
الحمد لله.. وبعد يا شيخ.. عند القول بالنهي عن وضع اليد في الإناء إلا بغسلها هل هو إناء فيه ماء أم أي إناء؟ وما تعريف الإناء؟ وكيف كان الصحابة يرمون الماء على رؤوسهمم عند الوضوء أو الاغتسال؟ ومن أين يأتون بالماء ليشربوا؟ وهل كان عندهم صنابير؟ وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً فإنه لا يدري أين باتت يده. والمراد بالإناء هنا: الماء الذي أعد للوضوء في القدح كما يفسر ذلك رواية النسائي عن أبي هريرة وفيها: .... فلا يغمس يده في وضوئه حتى يغسلها ثلاثاً... الحديث. قال السيوطي عند شرحه للحديث: والأحسن أن يفسر بالماء لأن الوضوء بفتح الواو اسم للماء. انتهى، وقد حمل الجمهور هذا النهي على التنزيه وليس على التحريم، قال صاحب تحفة الأحوذي نقلاً عن النووي في شرح صحيح مسلم: ذكر فيه النهي عن غمس اليد في الإناء قبل غسلها وهذا مجمع عليه؛ لكن الجماهير من العلماء المتقدمين والمتأخرين على أنه نهي تنزيه لا تحريم، فلو خالف وغمس لم يفسد الماء ولم يأثم الغامس. انتهى.
أما الإناء فهو الوعاء وجمعه آنية وهو كل طرف يمكن أن يستوعب غيره.
وأما بشأن مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في الوضوء وغسله له من الجنابة، فقد ورد فيه ما يلي: ففي صفة الوضوء: أن رجلاً قال لعبد الله بن زيد أتستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ فقال عبد الله بن زيد: نعم، فدعا بماء فأفرغ على يديه فغسل مرتين ثم مضمض واستنشق ثلاثاً ثم غسل وجهه ثلاثاً ثم غسل يديه مرتين إلى المرفقين ثم مسح رأسه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ به منه ثم غسل رجليه. رواه البخاري ومسلم.
وفي الغسل حديث جابر بن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرغ على رأسه ثلاثاً. رواه البخاري.
وبرواية هذين الصحابين وغيرهما يتبين لنا مدى حرص الصحابة جميعاً على تتبعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء والغسل.
أما فيما يتعلق بمصادر المياه التي كان أهل المدينة يستقون منها في عهد النبي فهي الآبار المنتشرة في بساتين المدينة، وقد كان من أعذبها ماء بئر لأبي طلحة تسمى بيرحاء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب منها كما ثبت ذلك في البخاري.
والله أعلم.