السؤال
ما حكم من يموت غرقا وهو مسافر على متن سفينة تجارية يعمل عليها، وهل يعتبر شهيدا بغض النظر إن كان يصلي أم لا أو كان يرتكب الذنوب كبائرها أو صغائرها, أو كان يسرق أو يختلس أو كان يأكل حق العباد ولا يعطي الأجير أجره, أفيدونا؟ جزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالميت غرقاً من المسلمين يعتبر شهيداً بدليل ما ثبت في الحديث المتفق عليه وهو قوله صلى الله عليه وسلم: الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله.، وقد سبق أن بينا حكم ترك الصلاة وأقوال العلماء في ذلك في الفتوى رقم: 1145 فليرجع إليها.
والشهادة منزلة عظيمة وسبب لتكفير الذنوب بما فيها الكبائر إذا كانت هذه الذنوب متعلقة بحق الله تعالى، أما ما يترتب عليه حق آدمي من سرقة مال واختلاسه أو عدم أداء أجرة عمل ونحو ذلك فلا بد من أدائه لصاحبه في الدنيا أو تحلله منه، وإلا أخذ من حسنات من عليه الحق أو وضع عليه بعض سيئات صاحب الدين، بدليل ما ثبت في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار.
والله أعلم.