السؤال
فبما يخص الشهداء في الحرب العراقية الإيرانية ومن كلا الطرفين ما هو موقفهم الشرعي هذا أولاً، ثانيا: نحن في العراق عوائل الشهداء استلمت حقوقا وأموالا من النظام السابق لأنه اعتبرهم شهداء، وكذلك سلم لكل عائلة شهيد بيتا فما حكم الصلاة والصيام في هذه البيوت، ولكم الأجر والثواب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذين قتلوا في الحرب العراقية الإيرانية أمرهم إلى الله تعالى الذي لا يظلم الناس شيئاً، وقد أفضوا إلى ما قدموا، ولا حاجة للبحث عن موقفهم، والشهيد في الإسلام هو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وقتل على ذلك، وأما من قاتل أنفة وغيرة وحمية وليس لإعلاء كلمة الله ولا دفاعاً عن حق يبتغي وجه الله فليس بشهيد، ومن قتل دفاعاً عن بلده في حق أو دفاعاً عن ماله فهو شهيد، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله... رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
لأن الأعمال بالنيات والله تعالى أعلم بها، وقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه خطب الناس فقال: تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان شهيداً، ولعله قد يكون قد أوقر راحلته ألا لا تقولوا ذلكم، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد. قال الحافظ في الفتح وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور... وقد بوب البخاري في صحيحه باباً سماه (باب لا يقال فلان شهيد).
وأما البيوت التي منحتها الدولة لأسر من قتل في الحرب فهي منحة من الدولة ولا مانع شرعاً من سكناها والصلاة فيها.
والله أعلم.