السؤال
رجل من عائلتي أخبر صديقه أن امرأة أتت إليه، وقالت له: إنه هو وأخته (أي: أخت صديقه) يلتقيان ببعض، وإن أخته تنظر إليه نظرات غير جيدة، ويجب أن ينتبه لها، كما أنه قال في نفس الفترة لصديق له: إن هذه المرأة نظرت إليه نظرة إعجاب، وكان يقصد أنها تريد الزواج به، ولم يكن يقصد أنها غير صالحة، فهل ما فعله قريبي هذا يعد قذفًا للمحصنات، أم غيبة؟ وكيف يكفّر عما قاله في حقّها، حتى لو كان هذا قد بدر منها فعلا؟ علمًا أن قريبي على عداوة مع هذه العائلة، لكن عن موضوع مختلف تمامًا، وهذه الحادثة وقعت منذ أكثر من عشر سنوات، فكيف يكفّر عن ذنبه في مثل هذه الظروف؟ جزاكم الله عنا خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقول الرجل عن المرأة إنها تنظر إليه نظرات غير جيدة؛ ليس من القذف الموجب للحدّ، ولكنّه من الغيبة المحرمة التي لا تجوز إلا في أحوال معينة، كالاستعانة على تغيير المنكر، ونحو ذلك من الأحوال التي تباح فيها الغيبة، والمبينة في الفتوى: 6710.
فإن كان الرجل ذكر هذا الكلام عن المرأة لغير مصلحة معتبرة تبيح الغيبة؛ فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، ويذكر المرأة بخير عند من ذكرها أمامهم بشرّ، إذا لم يترتب على ذلك مفسدة، ويستغفر لها، قال ابن القيم -رحمه الله-: والقول الآخر: أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه، وقذفه، واغتيابه، بل يكفي توبته بينه وبين الله. وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه، بضد ما ذكره به من الغيبة، فيبدل غيبته بمدحه، والثناء عليه، وذكر محاسنه، وقذفه بذكر عفّته وإحصانه، ويستغفر له بقدر ما اغتابه، وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية -قدّس الله روحه-. انتهى.
والله أعلم.