الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقول الرجل عن المرأة إنها تنظر إليه نظرات غير جيدة؛ ليس من القذف الموجب للحدّ، ولكنّه من الغيبة المحرمة التي لا تجوز إلا في أحوال معينة، كالاستعانة على تغيير المنكر، ونحو ذلك من الأحوال التي تباح فيها الغيبة، والمبينة في الفتوى: 6710.
فإن كان الرجل ذكر هذا الكلام عن المرأة لغير مصلحة معتبرة تبيح الغيبة؛ فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، ويذكر المرأة بخير عند من ذكرها أمامهم بشرّ، إذا لم يترتب على ذلك مفسدة، ويستغفر لها، قال ابن القيم -رحمه الله-: والقول الآخر: أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه، وقذفه، واغتيابه، بل يكفي توبته بينه وبين الله. وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه، بضد ما ذكره به من الغيبة، فيبدل غيبته بمدحه، والثناء عليه، وذكر محاسنه، وقذفه بذكر عفّته وإحصانه، ويستغفر له بقدر ما اغتابه، وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية -قدّس الله روحه-. انتهى.
والله أعلم.