السؤال
نذرت لله سبحانه وتعالى إذا دخلت كلية معينة، أن أصلي أربع ركعات من قيام الليل طول حياتي، وأن أتلو في كل ركعة صفحتين من القرآن، ولكن الله لم يوفقني هذه السنة، فهل سقط عني النذر؟ وإذا تقدمت السنة القادمة، وقبلت، فهل عليّ أن أفي به؟
نذرت لله سبحانه وتعالى إذا دخلت كلية معينة، أن أصلي أربع ركعات من قيام الليل طول حياتي، وأن أتلو في كل ركعة صفحتين من القرآن، ولكن الله لم يوفقني هذه السنة، فهل سقط عني النذر؟ وإذا تقدمت السنة القادمة، وقبلت، فهل عليّ أن أفي به؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمرجع في النذر إلى نية الناذر, كما أن المرجع في اليمين إلى نية الحالف، قال ابن قدامة في المغني: ويرجع في الأيمان إلى النية، وجملة ذلك أن مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يتحمله، انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقًا لظاهر اللفظ، أو مخالفًا له. انتهى. وقال أيضًا: فإن النذر كاليمين، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم يمينًا. اهـ.
فإذا كانت نيتك مقتصرة على السنة التي لم تحصل فيها على دخول الكلية المقصودة, فلا يلزمك الوفاء بنذرك؛ لعدم حصول المعلق عليه.
وإن كنت قد نويت أن النذر يلزمك إذا دخلت الكلية المقصودة في أي سنة كانت, فإنه يلزمك الوفاء بالنذر إذا دخلت تلك الكلية مستقبلًا، ولو بعد سنين.
أما إذا لم تدخل الكلية التي قصدتها, فلا يلزمك شيء، وانظر الفتوى: 193503.
مع التنبيه على أن الإقدام على النذر المعلق مكروه، ولا يغيّر شيئًا من قضاء الله تعالى، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: إن النذر لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل. رواه البخاري, وغيره. وسبق تفصيل ذلك في الفتوى: 56564.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني