السؤال
أنا كنت أحب بنتا، وما زلت، وأدعو ربنا يرزقني إياها بالحلال، وأن قلبها يلين لي لأخطبها. هل ربنا سيستجيب دعائي؟
يعني أنا لا أقصد التقليل من شأن الدعاء، ولكن هل هو قادر على تغيير مشاعر الإنسان؟ يعني أظل أدعو أم أيأس من الموضوع؟
أنا في حيرة كبيرة من أمري.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المناسب أن نبدأ بما ختمت به، وهو سؤالك عما إن كان الله تعالى قادرا على تغيير مشاعر هذه الفتاة تجاهك أم لا؟ فهذا أمر يتعلق بالإيمان بالله -عز وجل- وعظيم قدرته، فكلامك متضمن لنوع من الشك في هذه القدرة، أو الجهل بمداها، وهذا أمر خطير؛ فالإيمان بالله هو أساس الدين، والركن الأول من أركان الإيمان، ويدخل فيه إيمانك بقدرته على كل شيء، وهي قدرة لا تحدها حدود، وأن كل أمر عليه يسير، كما أخبر عن نفسه في كتابه حيث قال: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا {الطلاق:12}، فيجب أن تكون على يقين من سعة علمه، وسعة قدرته سبحانه.
فادعوه محسنا الظن به، وأنت على يقين بقدرته على تغيير مشاعرها تجاهك، فقلوب العباد بيديه يقلبها كيف يشاء، والأفضل العموم في الدعاء بأن تسأله أن يرزقك الزوجة الصالحة، فإنك لا تدري أين الخير، فخير لك تفويض الأمر إليه، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}،
واعلم أن الحب بين الرجل والمرأة في حكمه تفصيل بيناه في الفتوى: 4220، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 30003.
وننبه في الختام إلى أهمية إحسان الاختيار في الزواج باتباع الأسس السليمة في ذلك، وسبق أن أوضحنا كيفية اختيار الزوجة، فانظر الفتوى: 8757.
والله أعلم.