الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب قوة إيمان سحرة فرعون مع حداثة عهدهم بالإيمان

السؤال

في قضية إيمان سحرة فرعون. من المعروف أنهم آمنوا في نفس اللحظة التي رأوا فيها المعجزة.
السؤال: بعد إيمانهم مباشرة. كيف لهم أن يبدأوا في الوعظ، والتكلم عن الآخرة، وعقاب الله وثوابه، حالهم كحال من بقي له في الإيمان سنوات، وهم قد دخلوا في الدين منذ فترة قصيرة؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما كان يدعو إليه موسى -عليه السلام- من الترغيب في الآخرة، والتخويف من عذاب الله تعالى، كان معلوما للخاص والعام إذ ذاك، بل قد خاطب موسى السحرة واعظا قبل بدء المنازلة بما هو بليغ في الزجر والتخويف، فقال لهم: لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى {طه:61}.

فلما رأوا المعجزة، وعلموا صدق ما دعا إليه موسى عليه السلام، نطقوا بما كان يدعوهم إليه من الترغيب في الآخرة، وإيثار ما عند الله تعالى.

ولو تأملت كلامهم لوجدته يدور حول هذه المعاني، إيثار ما عند الله، والصبر على المكروه في سبيل طاعته، والتمسك بتوحيده، والاستهانة بفرعون وأمره، وأنه إنما يقضي هذه الحياة الدنيا، وأنهم إنما آمنوا ليغفر الله لهم ذنوبهم السالفة.

وهذا من توفيق الله لهم، واختصاصهم بفضله -رضي الله عنهم- فسبحان من قذف في قلوبهم هذا الإيمان، فكانوا أول النهار سحرة فجرة، وكانوا في آخره شهداء بررة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني