السؤال
أنا من الجزائر، التزمت مؤخرًا -ولا أزكي على الله أحدًا-، وكنت أجلس إلى عالم عندنا في الجزائر، ثم قالوا لي: إن هذا العالم مجروح عند بعض علماء الحجاز المعروفين، واختلط عليّ الأمر؛ رغم أنه منهجه وعقيدته سلفية، ولكنهم منعوا من الجلوس عنده، وأخذ العلم عنه، ولكني رأيت أن بعض السلف -كالإمام النووي -رحمه الله-، وابن حجر العسقلاني- كانوا أشعرية، ولكن كتبهم هي مدار علم أهل السنة والجماعة في هذا العصر؛ كفتح الباري لابن حجر -رحمه الله-، فهذه كتبهم تدرس رغم عقيدتهم هذه، فأهل العلم من السلفية في هذا العصر الذين لم يشتبه شذوذهم عن المنهج السلفي، وعندهم أخطاء، أولى من الأشاعرة في حمل العلم عنهم، فقد رأيت التعارض بين هذا وهذا، فأرجو منكم أن تفصلوا لي في هذه المسألة. بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دمت تعلم أن الشيخ سليم العقيدة على عقيدة السلف أهل السنة والجماعة، فاجتهد في طلب العلم على يديه وصحبته، وكونه قد يقع في الخطأ هذا لا يلزم منه هجره، وتبديعه، والتحذير منه.
ولو أن كل عالم وقع في زلل أو خطأ هُجِرَ؛ لما أُخِذَ العلمُ عن أحد من العلماء، ورحم الله تعالى الإمام الذهبي فقد قال في سير أعلام النبلاء: وَلَوْ أَنَّا كلَّمَا أَخْطَأَ إِمَامٌ فِي اجْتِهَادِهِ فِي آحَادِ المَسَائِلِ خَطَأً مَغْفُوراً لَهُ، قُمْنَا عَلَيْهِ، وَبدَّعْنَاهُ، وَهَجَرْنَاهُ؛ لَمَا سَلِمَ مَعَنَا لاَ ابْنَ نَصْرٍ، وَلاَ ابْنَ مَنْدَةَ، وَلاَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُمَا، وَاللهُ هُوَ هَادِي الخَلْقِ إِلَى الحَقِّ، وَهُوَ أَرحمُ الرَّاحمِينَ، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الهوَى، وَالفظَاظَةِ .. اهــ
وننصحك بالاطلاع على كتاب: "تصنيف الناس بين الظن واليقين" للدكتور بكر أبو زيد -رحمه الله تعالى-، وانظر للأهمية الفتويين التاليتين: 175655، 357499 .
والله أعلم.