السؤال
لي ابن عم كان فيه جرح في وجهه وهو صغير، ثم كبر -وقد مر على هذا الجرح أكثر من خمسة عشر عاماً- فعندما التحق بالجامعة وجد في نفسه استياء من مظهر ذلك الجرح.
فهو الآن يضع عليه دائماً لاصقا طبيا صغيرا؛ ليواري ذلك الجرح. ويتركه طول اليوم، فعندما يتوضأ للصلاة يظل على وجهه ولا ينزعه. فأخبرته أن ينزعه عند الوضوء، فقال لي إن نزعه في كل مرة يتوضأ فيها فيه مشقة عليه؛ لأنه سيضطر لوضع واحد جديد.
فما الحكم في ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام هذا اللاصق في عضو من الأعضاء التي يجب غسلها- وهو الوجه- فيجب على هذا الشخص المسؤول عنه نزعه عند الوضوء؛ فإنه لا يصح معه الوضوء إن منع وصول الماء إلى ما تحته من الوجه. لما في سنن أبي داود من أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء والصلاة.
وعلى افتراض أن هنالك مشقة في نزع هذا اللاصق واستبداله -كما ذكر- فلا يصح الوضوء مع وجوده في الوجه، والحال أنه ليس موضوعا على جرح يخاف عليه من ملامسة الماء.
ويجب عليه أن يعيد تلك الصلوات التي صلاها بوضوء لم ينزع فيه هذا اللاصق، فإن كانت صلوات كثيرة ونسي عددها، فعليه أن يصلي ما يغلب على ظنه أنه يبرئ ذمته من الصلوات التي تلزمه إعادتها، وانظر الفتوى: 70806.
والله أعلم.