السؤال
أخبرت أصدقائي عن صفة الغسل، وأظن أنها غير صحيحة، وأريد أن أخبرهم بالصفة الصحيحة، فهل الواجب أن أخبر أصدقائي فقط أم إنه يجب أن أسألهم إذا كانوا أخبروا أشخاصًا آخرين فأخبرهم أيضًا، وإذا كان هؤلاء أخبروا غيرهم فأخبرهم كذلك، وهكذا؟ وإذا كان يجب أن أخبر أي شخص أخبره أصدقائي بصفة الغسل الخطأ، فهل يجب أن أخبره أنا بنفسي، أم إنه يجوز أن أطلب من أصدقائي، أو الأشخاص الذين أخبروا أشخاصًا آخرين بصفة الغسل الخطأ أن يخبروا الشخص الذي أخبروه بصفة الغسل الخطأ بصفة الغسل الصحيحة؟ وإذا كان يجوز أن أطلب من أصدقائي أن يخبروه، فهل يجب أن أتأكد إذا وصلته الصفة الصحيحة للغسل أم يكفي أن أخبر صديقي أن يوصل الصفة الصحيحة للغسل له؟ وإذا كان يجب أن أتأكد إذا وصلته أو لم تصله الصفة الصحيحة للغسل، فهل يجب أن أجعل صديقي يرسل لي صورة المحادثة حتى أتأكد، أم إنه يكفي حتى أتأكد أن يقول لي: إنه أخبره بالصفة الصحيحة للغسل؟ وإذا كان صديقي يكذب، ولم يوصل صفة الغسل الصحيحة لذلك الشخص الذي وصلته صفة الغسل الخطأ، وعلمت ذلك بعد فترة، فهل عليّ إثم؟ وهل يجب عليّ أن أخبر الشخص الذي لم تصله الصفة الصحيحة للغسل أم لا؟ وإذا رفض صديقي أن يخبرني بأسماء الأشخاص الذين أخبرهم بالصفة الخاطئة للغسل حتى أذهب وأخبرهم بالصفة الصحيحة للغسل، فمن يكون عليه الإثم أنا أم هو؟ وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تعمدت إخبار أصدقائك بصفة الغسل على وجه غير صحيح، بأن كنت تعلم الحكم الصحيح، وتعمدت الإخبار بما يخالفه، أو كنت لا تعمله أصلًا وأخبرت بما تجهل؛ فالواجب عليك أن تتوب إلى الله من هذا الأمر، وقد قال عز وجل: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف:33}، وقال: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء:36}.
وأما إن كنت تعلم صفة الغسل الصحيح، ولكنك أخطأت فيها عندما أخبرت أصدقائك بها، فلا شيء عليك فيما أخبرت به؛ لأن الخطأ معفو عنه في الشريعة.
وفي كل الأحوال؛ يجب عليك أن تبادر إلى إخبارهم بالطريقة الصحيحة من باب تصحيح الخطأ وإصلاح ما فسد، وإذا فعلت ذلك فقد أديت ما عليك، ولا يلزمك شيء آخر، ولتتوقف عن الاسترسال مع الوساوس، كما أوصيناك مرارًا، ومما يعين على ذلك: ترك المبالغة في الأمور، والتدقيق الزائد فيها، واستحضار سماحة الشريعة ويسر الدين ورفع الحرج فيه؛ قال سبحانه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون. قالها ثلاثًا. رواه مسلم.
والله أعلم.