الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تعمدت إخبار أصدقائك بصفة الغسل على وجه غير صحيح، بأن كنت تعلم الحكم الصحيح، وتعمدت الإخبار بما يخالفه، أو كنت لا تعمله أصلًا وأخبرت بما تجهل؛ فالواجب عليك أن تتوب إلى الله من هذا الأمر، وقد قال عز وجل: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف:33}، وقال: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء:36}.
وأما إن كنت تعلم صفة الغسل الصحيح، ولكنك أخطأت فيها عندما أخبرت أصدقائك بها، فلا شيء عليك فيما أخبرت به؛ لأن الخطأ معفو عنه في الشريعة.
وفي كل الأحوال؛ يجب عليك أن تبادر إلى إخبارهم بالطريقة الصحيحة من باب تصحيح الخطأ وإصلاح ما فسد، وإذا فعلت ذلك فقد أديت ما عليك، ولا يلزمك شيء آخر، ولتتوقف عن الاسترسال مع الوساوس، كما أوصيناك مرارًا، ومما يعين على ذلك: ترك المبالغة في الأمور، والتدقيق الزائد فيها، واستحضار سماحة الشريعة ويسر الدين ورفع الحرج فيه؛ قال سبحانه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون. قالها ثلاثًا. رواه مسلم.
والله أعلم.