السؤال
أنا شاب عمري 16 ملتزم منذ سنة ونصف تقريبا وأصلي وأقرأ القرآن ومشكلتي العادة السرية والمواقع الإباحية غير أنني وعمري 13 عاما وقعت في اللواط ـ والعياذ بالله ـ واعترفت لأبي بهذا الذنب وكنت في هذا السن لا أعرف أنه حرام وأنه من الكبائر وعندما أدركت ذلك ندمت ندما شديدا ونظرت إلى نفسي نظرة كلها احتقار، وبعد هذه المرة لم ولن أفعلها أبدا وكنت أنظر إلى هذا الذنب أنه شيء مقرف وأنه شيء في قمة القذارة وخفت أن أفتضح وبالفعل تبت إلى الله وأنا أبلغ 15 سنة في رمضان قبل الذي فات والحمدلله، ولكنني افتضحت وسط أصدقائي وأنا ملتزم وأصابتني الدهشة لماذا فضحني الله وأنا ملتزم والحمدلله أنني الآن ملتزم وأصلي وأقرأ القرآن ولكن العقبة الوحيدة الآن هي العادة السرية والمواقع الإباحية، ومنذ كان عمري 14 سنة في بعض الأحيان يأتيني وسواس أنني سوف أفتضح وفي أحيان أخري كنت لا أخاف وأقول إن الله لن يفضحني أبدا، أنا مشتت للغاية ولا أعرف كيف أتصرف وأخاف أن أفتضح وسط عائلتي وأريد أن أبتعد عن العادة السرية والمواقع الإباحية، وآسف على الإطالة ولكن بكل كلمة كتبتها ارتاح قلبي والحمدلله، وكنت أريد منذ زمان أن أتكلم عن كل ما بداخلي حتى أرتاح، وسؤالي محدد وهو: كيف أتخلص من العادة السرية والمواقع الإباحية؟ وماذا أفعل حتى لا يفضحني الله؟ غير أن لي أصدقاء فعلوا اللواط أيضا ولكن ليس معي ولكنهم مستورون ولا أحد يعرف شيئا عن ذنبهم؟ فلماذا فضحت وأنا تائب إلى الله؟ أنا أخاف أن يفضحني الله لأنني بدأت التدخين منذ 5 أيام، فهل أنا فعلا صادق في توبتي أم لا؟ وجزاكم الله كل خير وهذه أول مرة أكتب رسالة إليكم وأنا على كل ثقة أن هذا الموقع الطيب سوف يدلني على كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أيها الأخ الكريم أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا من جميع الذنوب التي ترتكبها، ومن ذلك التدخين الذي أقدمت عليه مؤخرا فإنه معصية لله تعالى، وعليك أن تكون صادقا في توبتك فتحقق جميع شروطها من الإقلاع فورا عن هذه الذنوب والعزم على عدم العودة إليها والندم على فعلها، واستعن بالله تعالى حتى يمن عليك بالتخلص من هذه المعاصي، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وعليك برفقة أهل الصلاح ومصاحبة المستقيمين على الشرع وترك مصاحبة الأشرار المقيمين على المعاصي، فإن صحبتهم تجر إلى ما لا تحمد عاقبته، وجاهد نفسك وخالف هواك، فإن الله تعالى يعين من جاهد نفسه لأجل مرضاته، واستحضر مراقبة الله لك واطلاعه عليك، واعلم أنه لا تخفى عليه خافية من أمرك وأن السر عنده علانية والغيب لديه شهادة وأنك إن استترت بالعادة السرية أو مشاهدة الأفلام القبيحة أو غير ذلك من المعاصي، فإن الله مطلع عليك لا يخفى عليه شيء من أمرك، وإذا كنت تستحيي من فعل هذا أمام الناس فالله تعالى أحق أن تستحيي منه من الناس، وأكثر من سماع الأشرطة النافعة وقراءة الكتب السهلة النافعة للعلماء المعروفين بالرسوخ في العلم وتعظيم السنة، واملأ وقت فراغك بما ينفعك من حفظ القرآن وحضور مجالس الذكر ودروس العلم، ولا يكن خوف الفضيحة هو الحامل لك على التوبة، بل تب ابتغاء مرضات الله وطلبا لثوابه وخوفا من عقابه، وإن ابتليت بشيء من الفضيحة في الدنيا فإن هذا لا يضرك إذا كنت تائبا صادقا في توبتك، فليكن همك مرضاة ربك تعالى وحده لا شريك له، وأكثر من التفكر في الموت وما بعده وتفكر في أهوال القيامة والعرض على الله تعالى والموقف بين يديه، واعلم أن الأعمال كلها تحصى على العبد وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأن الموت يأتي بغتة، فقد يخرج النفس ولا يعود، وتطرف العين ولا تطرف الأخرى إلا بين يدي الله تعالى، فكن على حذر أن يأتيك أجلك وأنت مقيم على ما يسخط ربك تعالى، نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.
والله أعلم.