الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أيها الأخ الكريم أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا من جميع الذنوب التي ترتكبها، ومن ذلك التدخين الذي أقدمت عليه مؤخرا فإنه معصية لله تعالى، وعليك أن تكون صادقا في توبتك فتحقق جميع شروطها من الإقلاع فورا عن هذه الذنوب والعزم على عدم العودة إليها والندم على فعلها، واستعن بالله تعالى حتى يمن عليك بالتخلص من هذه المعاصي، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وعليك برفقة أهل الصلاح ومصاحبة المستقيمين على الشرع وترك مصاحبة الأشرار المقيمين على المعاصي، فإن صحبتهم تجر إلى ما لا تحمد عاقبته، وجاهد نفسك وخالف هواك، فإن الله تعالى يعين من جاهد نفسه لأجل مرضاته، واستحضر مراقبة الله لك واطلاعه عليك، واعلم أنه لا تخفى عليه خافية من أمرك وأن السر عنده علانية والغيب لديه شهادة وأنك إن استترت بالعادة السرية أو مشاهدة الأفلام القبيحة أو غير ذلك من المعاصي، فإن الله مطلع عليك لا يخفى عليه شيء من أمرك، وإذا كنت تستحيي من فعل هذا أمام الناس فالله تعالى أحق أن تستحيي منه من الناس، وأكثر من سماع الأشرطة النافعة وقراءة الكتب السهلة النافعة للعلماء المعروفين بالرسوخ في العلم وتعظيم السنة، واملأ وقت فراغك بما ينفعك من حفظ القرآن وحضور مجالس الذكر ودروس العلم، ولا يكن خوف الفضيحة هو الحامل لك على التوبة، بل تب ابتغاء مرضات الله وطلبا لثوابه وخوفا من عقابه، وإن ابتليت بشيء من الفضيحة في الدنيا فإن هذا لا يضرك إذا كنت تائبا صادقا في توبتك، فليكن همك مرضاة ربك تعالى وحده لا شريك له، وأكثر من التفكر في الموت وما بعده وتفكر في أهوال القيامة والعرض على الله تعالى والموقف بين يديه، واعلم أن الأعمال كلها تحصى على العبد وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأن الموت يأتي بغتة، فقد يخرج النفس ولا يعود، وتطرف العين ولا تطرف الأخرى إلا بين يدي الله تعالى، فكن على حذر أن يأتيك أجلك وأنت مقيم على ما يسخط ربك تعالى، نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.
والله أعلم.