السؤال
فضيلة الشيخ: هل مجرد مؤانسة ومضاحكة أهل الفسق هي المداهنة المقصودة في كلام أهل العلم؟ أم أن المداهنة أمر أبعد من ذلك وهي مجاراة أهل الباطل ومسايرتهم وشهود مجالسهم وقت خوضهم بما لا ينبغي وإقرارهم على منكرهم خوفاً من سخطهم؟.
فضيلة الشيخ: هل مجرد مؤانسة ومضاحكة أهل الفسق هي المداهنة المقصودة في كلام أهل العلم؟ أم أن المداهنة أمر أبعد من ذلك وهي مجاراة أهل الباطل ومسايرتهم وشهود مجالسهم وقت خوضهم بما لا ينبغي وإقرارهم على منكرهم خوفاً من سخطهم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس في مجرد مؤانسة أهل الفسق والتبسط معهم والتبسم لهم - مخالفة شرعية هكذا على الإطلاق - بل قد يستحسن ذلك ويسن أحيانا، كما في حديث عائشة: أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة متى عهدتني فحاشاً؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره. متفق عليه.
فهذا وأمثاله من المداراة المحمودة، وقد سبق لنا بيان الفرق بين المداراة والمداهنة في الفتاوى التالية أرقامها: 26817، 75891، 50349.
كما سبق لنا في جواب سؤال سابق للأخ السائل الكريم بيان أحوال مجالسة الفساق والتبسم في وجوه الكفار فراجع الفتوى رقم: 151769.
وكذلك هنالك سؤالان سابقان للسائل لهما علاقة بمثل هذه المسائل، فراجع فيهما الفتويين رقم: 151519، ورقم: 150797.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني