السؤال
أجتهد كثيرا فى تلخيص الكتب وكتابة المحاضرات ويضيع وقت كثيرفى هذا، ثم يأتى آخرون ويأخذونها -جاهزة- ، ثم أشعر أني أعطيت مجهود ليال وأيام لآخرين كانوا يلعبون ويضيعون أوقاتهم فى الهزل، ولا أستطيع أن أمنعها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من النار .ومن جهة أخرى يعرضني هذا كثيرا إلى الحسد. فما الصواب فى هذا ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية ننبه على أن الاحتفاظ بهذه المحاضرات والملخصات لا يدخل تحت حديث الوعيد على كتمان العلم، وراجع تفصيل ذلك في الفتويين: 59501، 72114. كما ننبه على أن المرء يسعه التعريض لدفع ضرر العين والحسد عن نفسه، وراجع ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 120797، 67597، 13240.
وإذا تقرر هذا، عرف السائل أنه لا حرج عليه في عدم بذله نتيجة مجهوده الدراسي لغيره. هذا من حيث الحل والحرمة، أما من حيث الفضل والإحسان، فلا شك أن إعانة السائل لإخوانه وزملائه ـ خاصة المجدين منهم ـ خير له وأنفع، فإن هذا من جملة المعروف وفعل الخير، وقد قال تعالى: وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الحج: 77] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل معروف صدقة. رواه البخاري ومسلم. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا .. ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام. رواه الطبراني، وحسنه الألباني.
ومما يشجع السائل الكريم على فعل ذلك أن يعلم أن الجزاء من جنس العمل، فمن يسر على الناس وأعانهم وأحسن إليهم، يسر الله عليه وأعانه وأحسن إليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم.
والله أعلم.