الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم مشروعية كتابة رسالة تحوي عبارات الحب لفتاة أجنبية

السؤال

كنت أحب فتاة، لكنني خطبت ابنة عمي وتأخر زواجنا بضعة أشهر فعاد حب تلك الفتاة قويا حتى رأيت أنه سيفقدني صوابي، فرأيت أن أرسل لها رسالة أفرغ ما في قلبي وبالفعل أرسلت لها رسالة لم أكشف فيها عن هويتي والتزمت فيها الأدب والحياء، وملخصها أنني أبلغتها بأن شخصا يحبك، لكنه يريد أن ينهي هذه العاطفة تجاهك لتصبح عادية، أو أخوية، وهي جارتنا وتأتي إلى مكتبتنا لقضاء حاجتها، لكنني أبداً لم أتحدث معها، أو أوحي لها بشيء، في الحقيقة أحسست أنني تجاهلت مشاعري وتسرعت فدفعت الثمن، لكنني استفدت وبحثت وأكبر استفادة أنني وجدت أن الزواج لا يبنى على الحب كما قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ولو وجدت العكس لفسخت خطبتي وصبرت وأنا مستعد لصناعته، تحدثت مع والدتي، لكنها لم تتفهمني وأسرة قريبتي يرون أن الأمر محسوم رغم أن لا عقد بيننا حتى الآن ـ 5 أشهر تقريبا مضت على خطبتي ـ فوجدت نفسي بين المطرقة والسندان، ولم يسألني أحد أبداً عن عاطفتي تجاه قريبتي، فأنا لا أكرهها ولكن لم تبق لها الأخرى مكانا، وسؤالي هو: هل تسرعت مرة أخرى أم يجب أن أنهي الأمر وأكشف لتلك الفتاة عن هويتي حتى لا أكون قد شوشت عليها؟ وما حكم ما أقدمت عليه؟ فأنا أرى أنه كما يقال آخر الدواء الكي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فمراسلة شاب لفتاة أجنبية عليه بعبارات الحب ونحوها لا تجوز، فإن ذلك ذريعة إلى كثير من المفاسد، وعدم ذكر الاسم في الرسالة، أو كونه ينص فيها على أنه يريد أن ينهي هذه العاطفة لا ينتفي به المنع، وربما كان أثره على الفتاة أشد فتذهب بعقلها المذاهب وتفكر في أكثر من شاب، وتسعى للتعرف على هذا الشاب ويتعلق قلبها به، وراجع الفتوى رقم: 34747.

وإن كانت ابنة عمك على دين وخلق وأمكنك الزواج منها كان أمراً حسناً، لأن فيه إرضاء لوالديك وبراً بهما وفي ذلك من الأجر العظيم ما فيه، روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد.

وليس على الحب وحده تبني البيوت، ففي الزواج كثير من المصالح، وقد لا توجد الناحية العاطفية ويستمر الزواج، أو توجد بعد أن لم تكن موجودة، ورب زواج قام على الحب وكان مصيره الفشل، فالجانب العاطفي قد يعتريه الوهن، ومع هذا كله إن لم تكن لديك رغبة في الزواج من ابنة عمك وأردت فسخ الخطبة فلا حرج عليك في ذلك، إذ ليس للوالدين إرغام ولدهما على الزواج من فتاة لا يرغب في الزواج منها، كما بينا في الفتوى رقم: 20319.

وأما تلك الفتاة التي تحبها إن كانت ذات دين ورغبت في الزواج منها فحاول إقناع والديك بالموافقة على ذلك فخير ما يرشد إليه المتحابان النكاح، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 31741.

وإن لم ترغب في الزواج منها، أو رغبت ولم تتمكن من ذلك فاصرف قلبك عنها، ومرض العشق يمكن علاجه وقد أوضحناه في الفتوى رقم: 9360.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني