الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فمراسلة شاب لفتاة أجنبية عليه بعبارات الحب ونحوها لا تجوز، فإن ذلك ذريعة إلى كثير من المفاسد، وعدم ذكر الاسم في الرسالة، أو كونه ينص فيها على أنه يريد أن ينهي هذه العاطفة لا ينتفي به المنع، وربما كان أثره على الفتاة أشد فتذهب بعقلها المذاهب وتفكر في أكثر من شاب، وتسعى للتعرف على هذا الشاب ويتعلق قلبها به، وراجع الفتوى رقم: 34747.
وإن كانت ابنة عمك على دين وخلق وأمكنك الزواج منها كان أمراً حسناً، لأن فيه إرضاء لوالديك وبراً بهما وفي ذلك من الأجر العظيم ما فيه، روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد.
وليس على الحب وحده تبني البيوت، ففي الزواج كثير من المصالح، وقد لا توجد الناحية العاطفية ويستمر الزواج، أو توجد بعد أن لم تكن موجودة، ورب زواج قام على الحب وكان مصيره الفشل، فالجانب العاطفي قد يعتريه الوهن، ومع هذا كله إن لم تكن لديك رغبة في الزواج من ابنة عمك وأردت فسخ الخطبة فلا حرج عليك في ذلك، إذ ليس للوالدين إرغام ولدهما على الزواج من فتاة لا يرغب في الزواج منها، كما بينا في الفتوى رقم: 20319.
وأما تلك الفتاة التي تحبها إن كانت ذات دين ورغبت في الزواج منها فحاول إقناع والديك بالموافقة على ذلك فخير ما يرشد إليه المتحابان النكاح، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 31741.
وإن لم ترغب في الزواج منها، أو رغبت ولم تتمكن من ذلك فاصرف قلبك عنها، ومرض العشق يمكن علاجه وقد أوضحناه في الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.