الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تعليق الطلاق قبل عقد النكاح

السؤال

لي صديقة تقدم لخطبتها شاب، وهي الآن تستعد للزواج، وفي إحدى مرات نقاشهما بالهاتف، طلب منها أن تقول له لو كان هناك شخص في حياتها من قبل، فأنكرت، ولكن في الحقيقة أنها كانت تعرف أحداً قبله، وقد ارتكبت معه بعض الأخطاء، ولكنها ندمت وتابت، وسيكتب كتابها -إن شاء الله- يوم 14محرم 1423هـ، في يوم الخميس، ولكنه قال لها اليوم: إنها تحرم عليه كزوجة، ويكون هذا الزواج باطلاً لو كذبت عليه في كونها كانت لا تعرف أحدًا من قبل. فماذا تفعل؟ أشيروا عليها، فإن كتب كتابها بعد أسبوع إن شاء الله.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ما صدر من هذا الرجل يعتبر من التعليق قبل النكاح، أي تعليق الطلاق قبل النكاح، وهو أمر مختلف فيه بين العلماء: فمنهم من قال بعدم اعتباره، وأن من علق طلاق امرأة على حصول أمر قبل نكاحها ثم نكحها وحصل المعلق عليه؛ فليس عليه شيء، بدليل ما رواه الترمذي من قوله -صلى الله عليه وسلم-: لا طلاق له فيما لا يملك.

قال الحافظ في الفتح: هذه المسألة من الخلافيات المشهورة، وللعلماء فيها مذاهب: الوقوع مطلقاً، وعدم الوقوع مطلقاً، والتفصيل بين ما إذا عين أو خصص، ومنهم من توقف. فقال بعدم الوقوع الجمهور، وهو قول الشافعي، وابن مهدي، وأحمد، وإسحاق، وداود، وأتباعهم، وجمهور أصحاب الحديث... إلى آخر كلامه.

وعلى مذهب الجمهور -الذي تعضد بالحديث السابق- نقول للسائلة: ليس على صديقتك أن تخبر خطيبها بما جرى عليها من المخالفات مسبقاً، ولا يؤثر ذلك على صحة نكاحها. ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى: 14725.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني