السؤال
سؤالي: توفيت خالتي وأختها الأصغر منها لا تكلمها، ولم تصالحها حتى ماتت، ثم أتت تبكي على جثتها سامحيني سامحيني، والأدهى أنه بالأمس توفيت لي خالة أخرى وكانت أيضا لا تكلمها لأسباب تافهة ولكن هذه المرة كانت بعيدة فوصلت إلى بيت الجنازة وقد دفنا خالتي ولم تصل حتى لتبكي على جثتها، ومن المضحكات المبكيات أنها إلى الآن تخاصم أخاها ولا تكلمه ولا هو يكلمها، وقد أفهمتها ونبهتها عديد المرات وألححت عليها أن تصالح إخوانها و لكنها تصر. فما تقول فضيلة الشيخ هل يقبل الله أعمال خالتي هذه وقد خاصمت أخواتها ومتن على ذلك؟ وهل لها من توبة وكفارة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشارع نهى عن الهجران ويتأكد في ذلك في حق ذوي الرحم، وحق الإخوة أشد تأكيدا ففي الحديث: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال. متفق عليه.
ومن الآثار السلبية الخطيرة على المتهاجرين أنه لا تحصل لهما المغفرة التي تعطى يوم الإثنين والخميس حتى يصطلحا ففي حديث مسلم: تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا. انتهى.
فعليكم أن تسعوا في الإصلاح بين الأخت وإخوتها وحضها على التوبة مما سبق. وأما كون هذا يمنع قبول الأعمال فلا نعلم دليلا عليه.
والله أعلم.