السؤال
كثيرا ما نسمع ونقرأ من فقهائنا وعلمائنا وكتبهم سواء أكانوا من المعاصرين أو من القدماء مسألة تعظيم شعائر الله تعالى، فمثلا يقول أحدهم لا تجعل قدميك باتجاه القبلة تعظيماً لها وأيضا أن المصاحف في القبلة، ويقول أحدهم لا تدع الحذاء أو النعل مقلوباً إلى السماء تعظيماً لله تعالى، ويقول أحدهم لا تضع شيئاً فوق المصحف أو لا تعتمد على المصحف عند الكتابة وغير ذلك من الأمور، وعند البحث نجد أكثرهم يستدل بقوله تعالى: وذلك من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب. فما ضابط ذلك؟
أرجو الرد على الأمور التي طرحتها من مد القدم تجاه القبلة أو عدم وضع شيء على المصحف أو فوقه في المكتبة أو عدم مد القدمين لأن المصحف مقابل القدمين وغير ذلك من الأمور؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تعظيم شعائر الله أمر أكده الشارع، ولكن توجيه الرجلين إلى القبلة لا حرج فيه ومثله قلب النعال كما بينا في الفتويين: 10129، 39635.
وأما وضع المتاع على المصحف والاعتماد عليه فهو مناف للتعظيم المطلوب للمصاحف، ولكن إن احتيج إلى شيء من ذلك كأن يضع الإنسان يده على المصحف وهو يكتب ليثبته مفتوحا أو ليثبت أوراقه في حال كونه غير محبوك فإن هذا لا حرج فيه، ومثله ما إذا وضع يده على المصحف ليحفظه، ولا حرج كذلك إذا كان المصحف في دولاب ووضع كتبا أخرى أو متاعا فوق الدولاب أو في درج يفوق الدرج الذي وضع به المصحف.
وأما مد الرجلين إلى المصحف، فقد صرح فقهاء الأحناف والشافعية والحنابلة بالنهي عنه إذا كان المصحف بحذاء الرجل، وأما إن كان مرتفعا عنها فلا حرج، وراجع للاطلاع على التفصيل وكلام أهل العلم في هذا الموضوع الفتاوى: 129659، 126266، 66643.
والله أعلم.