السؤال
لدى جدي استراحة نقوم نحن وأعمامي بالاجتماع فيها.. أما أغراض هذه الاستراحة من أواني ومستلزمات أخرى فتشترى بواسطة جمع المال من الحاضرين (قطة).. فأحيانا في نهاية الاجتماع يتم وضع المتبقي من الأكل بهذه الأواني ويأخذها المتواجدون ثم إعادتها، ولدينا في البيت بعض منها ولكننا نقوم باستعمالها في البيت، فهل استعمالنا لها وأكلنا فيها كله حرام.. ولقد نبهت والدتي على ذلك وقالت إن استعمالنا لها يكون بثمن المال الذي دفعته ونحن سنقوم بإرجاعها.. علما بأن جميع الأواني الموجودة تكافئ قيمتها قيمة المال المدفوع أو أكثر لو قمنا بشرائها..؟ وجزاكم الله خيراً.. وأسكنكم الفردوس الأعلى.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الأواني ملك لجميع المشتركين في شرائها والظاهر أنه لا حرج في استعمالها لأن العرف جاء على المسامحة في ذلك.. قال ابن قدامة: الإذن العرفي يقوم مقام الإذن الحقيقي. انتهى.
وفي قوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون {النور:61}، دلالة على أن للرجل أن يأخذ من مال قريبه أو وكيله أو صديقه ما يعلم أن نفسه طيبة له به، وما ذكرته والدتك فليس علة صحيحة في إباحة استعمال الأواني فهذه الأواني ملك مشترك، وليس للشريك استعمال الملك المشترك إلا بإذن شريكه نصاً أو عرفاً.
والله أعلم.