السؤال
أنا داعية لي خمس سنوات في مجال الدعوة في شبكة النت، و لي علم بفضل الله تعالى في حوارات الأديان، و لكن يا شيخنا الفاضل أحيانا أشارك في مواقع اللعب التي تحتوي على صندوق المحادثات وباسم فتاة مسيحية وأضطر أحيانا للكذب بشأن معلوماتي الشخصية، و الهدف من ذلك تجميع إيميلات النصارى والشيعة، ثم أقوم بإرسال لهم عن طريق ايميلي الدعوة مخصصة لهذه الأمور رسائل دعوية، أعرفهم عن الدين الإسلامي الصحيح وغير ذلك من رسائل حسب دين كل واحد أو مذهبه بالأدلة والبراهين.وأيضا عندما يصادفني مسلم في صندوق المحادثات ويريد أن يتعرف علي لكوني فتاة نصرانية أيضا أقوم بأخذ إيميله وأرسل له عن طريق ايميلي الدعوة رسائل دعوية مثل الفرق بين الديانات والمواقع التي تتحدث عن الإعجاز في القرآن والسنة، لأنني أثناء حديثي مع بعض المسلمين ألاحظ الضعف في دينهم وأنهم لا يعرفون الفرق بين الديانتين النصرانية والإسلام، و أذكرهم أيضا بأخلاق الإسلام، علما أنهم لا يعلمون أنني الفتاة نفسها التي كانت تحدثهم في صندوق المحادثات، ويعلم الله أنني لا أضيف أي شاب أو أراسل أي واحد منهم على إيميلي الشخصي ، فقط مراسلة عن طريق إيميلي الدعوي. فما حكم ما أعمله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا وشكر لك حرصك على الدعوة وبذل النصيحة ونشر الخير بين الناس، إلا أننا ننبهك على أنك لم تحسني اختيار الوسيلة والأسلوب، وذلك من جهتين: جهة الدخول على مواقع اللعب وما فيها من صناديق للمحادثات. وجهة الكذب.
فأما الجهة الأولى، فلا يخفى أن الأنسب للمرأة المسلمة أن لا تدخل أصلا غرف المحادثات الخاصة؛ لأن دخولها في نقاش مباشر مع الرجال قد يؤدي إلى فتنتها أو فتنة غيرها بها.
وأما جهة الكذب، فإن قولك: (أضطر أحيانا للكذب بشأن معلوماتي الشخصية) !! ليس بصحيح، فلا ضرورة تدعو إلى مثل هذا الكذب، وهو مذموم على أية حال.
وراجعي في ذلك الفتويين: 79593 ، 111246. ويزيد الأمر سوءا باختيار اسم نصراني، وهذا لا يجوز.
فقد ذكر ابن القيم في (أحكام أهل الذمة) أن الأسماء ثلاثة أقسام، فمنها ما يخص المسلمين، ومنها ما يخص الكفار، ومنها ما هو مشترك. ومثَّل لما يخص الكفار بجرجس وبطرس ويوحنا ومتى، وقال: لا يجوز للمسلمين أن يتسموا بذلك؛ لما فيه من المشابهة فيما يختصون به. اهـ.
وقال الشيخ بكر أبو زيد في (تسمية المولود): دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية. وذكر منها: التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم. وقال: المسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها .. وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان، ومنها : بطرس، جرجس، جورج، ديانا، روز، سوزان ... وغيرها مما سبقت الإشارة إليه. وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم، إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن، فهو معصية كبيرة وإثم، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين، فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان، وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها، وتغييرها شرط في التوبة منها. اهـ.
ثم إن هذه التسمية قد تجر إلى ما هو أشد منها، وهو التصريح بكون السائلة نصرانية أثناء الحوار المكتوب أو المسموع. وهذا مزلق في غاية الخطورة.
قال ابن نجيم في (البحر الرائق): إنَّ من تكلَّمَ بكلمةِ الكفرِ هازلا أو لاعبًا كفرَ عند الكلِّ، ولا اعتبارَ باعتقادِه اهـ.
وقال شيخ زاده في (مجمع الأنهر): يكفر بقوله: لبيك. أو قال: نحن كذلك. في جواب من قال: يا كافر أو يا مجوسي أو يهودي أو يا نصراني. اهـ.
وفي (كشاف القناع) للبهوتي: إن أتى بقول يخرجه عن الإسلام، مثل أن يقول: هو يهودي أو نصراني أو مجوسي .. ونحو ذلك .. فهو كافر. اهـ.
فعليك أختنا الكريمة أن تتخيري ما يناسبك كامرأة مسلمة من وسائل الدعوة إلى الله تعالى، سواء عن طريق الشبكة العنكبوتية أو غيرها. ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 66185، 2334، 97652، 79549.
والله أعلم.