فإن أكل الربا والتعامل به من أكبر الكبائر، وقد ثبت تحريمه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - وإجماع علماء الأمة, و يمكنك أن تراجعي في ذلك الفتاوى الآتية أرقامها : 16549 ، 16659 ، 17269 ، 20702، 22053.
فالواجب عليك هو ترك العمل في هذا البنك الربوي والتوبة من التعاون على الربا؛ لأن كل من أعان على الربا فهو مشترك في الإثم، والإعانة في باب الربا من أكبر أنواع الإعانة إثما، ويدل على ذلك ما رواه مسلم عن جَابِرٍ قال: لَعَنَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا وموكله وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وقال: هُمْ سَوَاءٌ ، وراجعي في بيان منع الإعانة على الربا بوجه من الوجوه فتوانا رقم : 63996 .
ويجوز لك العمل في البنك الإسلامي إذا التزم بالضوابط الشرعية، ولا شك أن الحكم على بنك ما بأنه إسلامي أو غير إسلامي يتوقف على التزامه في معاملاته بالضوابط الشرعية، لا مجرد تسميته بنكاً إسلامياً، فإن من هذه البنوك ما تشتمل معاملاته على شيء من الحرام، أو تدخل عليها صور من الربا، ولكن مما يجدر التنبه له أن وقوع القائمين على بعض البنوك الإسلامية في بعض المخالفات الشرعية لا يساوي ولا يقارب ما تقوم به البنوك الربوية، لأن البنوك الإسلامية قامت على أساس إيجاد البديل المباح شرعاً في باب الأعمال المصرفية. والبنوك الربوية قامت على أساس التعامل الربوي.
والله جل وعلا يقول: وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا. {بقرة: 275}
ثم إن معظم الأخطاء الواقعة في البنوك الإسلامية ناتجة عن الأخذ بأقوال ضعيفة لبعض أهل العلم في بعض المعاملات، ولا شك أن الواجب - أصلاً - هو عدم الأخذ بقول قام الدليل على خلافه، ولو بلغ قائله ما بلغ من العلم، وقد يظن البعض تشابه جميع البنوك لعدم علمه الشرعي ببعض الفوارق بينها وتكون هذه الفوارق مؤثرة . ويمكنك أن تراجعي في ذلك الفتاوى الآتية أرقامها : 8114 ، 14288 ، 23419.
ولكن إذا بلغت حالتك حد الضرورة ولم تجدي عملاً مباحاً ولا من ينفق عليك ولا على عائلتك جاز لك ارتكاب أخف الأضرار والعمل في البنك الإسلامي ، وراجعي لمعرفة ضابط الضرورة التي تبيح الربا الفتوى رقم:6501.
ونذكرك بقول الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ. {الطلاق:3،2}
وقوله تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا {الطلاق : 7}
والله نسأل أن يفرج الكرب عن أهل غزة، وأن يغنيك بحلاله عن الحرام، وأن يبارك لك في أهلك ومالك.
والله أعلم. |