السؤال
عندي سؤال ونتمنى الإجابة عليه في أسرع وقت... أنا طالب أدرس بإحدى الدول الأوروبية، ولكن عندي مشكلة كل ما أنوي طلب شيء معين في الدراسة نجده مسدودا أو يرفض بالرغم من أنني والحمد لله غير مقصر في حقوقي مع الله سبحانه وتعالى، ودائما أستخير الله في أي عمل أنوي فعله وكل ما أدخل الامتحان أجد نفسي راسبا بالرغم من أنني أوتي للدراسة حقها مثل أي طالب آخر، وبالرغم من أنني أخرج من الامتحان ممنونا وأتشاور مع الطلبة أجد نفسي والحمد لله ولكن في النتيجه أجد نفسي راسبا، إنني في حيرة فضيلة الشيخ وأحياناً أفكر في الفشل وأجد نفسي في حالة نفسية سيئة جداً فأفيدوني ماذا أفعل إذا لم أوفق لا سمح الله، وهل الفشل والنجاح كلها أمور من عند الله مكتوبة؟ جزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجب على المسلم أن يوقن بأن الأمور كلها بيد الله، فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، ولا راد لما قضى وأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ومن ذلك النجاح والفشل، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.
فكل شيء بقدر وحكمة يدبرها الله سبحانه وتعالى، وينبغي لك أن تكون قوي العزيمة ماضي الإرادة مستعيناً في كل أمورك بالله سبحانه وتعالى، وأن تعلم أنه ما من أحد يبذل جهده ويجد في عمله أو دراسته إلا وجد النتيجة.. هذه سنة الله تعالى في هذا الكون فالله تعالى ربط الأسباب بالمسببات ولهذا قالوا: من جد وجد، ومن زرع حصد.
واعلم أن الفشل في الدارسة أو كثرة المصائب ليست دليلاً على كره الله للمرء، كما أن النجاح في الدراسة ووفرة المال والولد ونحو ذلك من النعم الدنيوية ليس دليلاً على حبه إياه... وأن الرسوب يحصل لكثير من الناس ولكنهم ينهضون ويستفيدون من تجربتهم السابقة، وهذا ما نتمنى أن تستفيد منه وتبذل وتتقدم حتى تحصل على النجاح وأن تجعل من هذا الرسوب وهذه الشدة حافزاً قوياً يدفعك للجد والاجتهاد، فالحياة تجربة... وكثير ممن نجح وبرع لم يتحقق له ذلك إلا بعد أن فشل المرة والمرات، ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق،.
وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25496، 75054، 66870.
والله أعلم.