الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجب على المسلم أن يوقن بأن الأمور كلها بيد الله، فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، ولا راد لما قضى وأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ومن ذلك النجاح والفشل، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.
فكل شيء بقدر وحكمة يدبرها الله سبحانه وتعالى، وينبغي لك أن تكون قوي العزيمة ماضي الإرادة مستعيناً في كل أمورك بالله سبحانه وتعالى، وأن تعلم أنه ما من أحد يبذل جهده ويجد في عمله أو دراسته إلا وجد النتيجة.. هذه سنة الله تعالى في هذا الكون فالله تعالى ربط الأسباب بالمسببات ولهذا قالوا: من جد وجد، ومن زرع حصد.
واعلم أن الفشل في الدارسة أو كثرة المصائب ليست دليلاً على كره الله للمرء، كما أن النجاح في الدراسة ووفرة المال والولد ونحو ذلك من النعم الدنيوية ليس دليلاً على حبه إياه... وأن الرسوب يحصل لكثير من الناس ولكنهم ينهضون ويستفيدون من تجربتهم السابقة، وهذا ما نتمنى أن تستفيد منه وتبذل وتتقدم حتى تحصل على النجاح وأن تجعل من هذا الرسوب وهذه الشدة حافزاً قوياً يدفعك للجد والاجتهاد، فالحياة تجربة... وكثير ممن نجح وبرع لم يتحقق له ذلك إلا بعد أن فشل المرة والمرات، ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق،.
وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25496، 75054، 66870.
والله أعلم.