الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Barakat حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلق نفسي، والقلق النفسي قد يأتي بصورٍ متعددة، منها الأعراض التي حدثت لك، وأنا قد أجبتُ على استشارتك التي رقمها (
2450133) وذلك بتاريخ 27/10/2020، وأوضحتُ لك بعض الآليات العلاجية التي أتمنى أن تكون قد طبّقتها، ولك استشارات أخرى أيضًا تمت الإجابة عليها.
كما ذكرتُ لك: القلق هو السبب في كل ما حدث لك، القلق كطاقة نفسية إيجابية مطلوبة، لأن القلق هو الذي يُحفّز الإنسان ويُحسّن الدافعية لديه، ويجعلنا نقدم على واجباتنا وأعمالنا وأفعالنا بطاقة إيجابية حتى ننجزها. ونحن نقول مجازًا: (الذي لا يقلق لا ينجح) لكن هذا القلق قد يحتقن، قد يزداد، قد يسير في مسارات خاطئة، وهذا يكون سببه البناء النفسي للشخصية، والقلق السلبي قد يأتي منه الخوف والفزع والوسوسة، وبعض الناس يُصابون بالهرع، والبعض يأتيه أيضًا نوع من الاكتئاب البسيط الذي نُسميه بـ (عُسْر المزاج).
والقلق كثيرًا ما يكون مصحوبًا بأعراض جسدية، مثلاً الشعور بالضيق، أو الكتمة، أو الوخز في الصدر، أيضًا كثيرًا من الناس يشتكون من اضطرابات القولون، أو ما يُسمّى بـ (القولون العصبي)، ... وهكذا، وفي هذه الحالة تكون الأعراض نفسوجسدية، والحمد لله تعالى أنت ليست لديك كثير من هذه الأعراض النفسوجسدية.
أيها الفاضل الكريم: العلاج بسيط جدًّا، يتطلب منك نمط حياة منظّم وإيجابي: تحرص على النوم الليلي المبكّر، تتجنّب السهر، تُمارس رياضة، ومن أفضل الرياضات (رياضة المشي، الجري، كرة القدم، السباحة)، هذه كلها مفيدة لمثل حالتك. وحاول دائمًا أن تستفيد أيضًا من فترة الصباح، الفترة التي ما بعد صلاة الفجر بالنسبة للإنسان الذي ينام مبكّرًا هي فترة متميزة، يكون فيها النشاط جيد، يكون فيها الإقدام والدافعية في أفضل حالاتها، يكون فيها التركيز ممتازًا جدًّا. مثلاً الإنسان يمكن أن يُذاكر دروسه قبل أن يذهب لمدرسته أو جامعته، ويمكن أن يقوم الإنسان بعمل بعض التمارين الإحمائية... وهكذا.
فالإنسان إذا بدأ صباحه هذه البدايات الإيجابية يتحول القلق السلبي إلى قلق إيجابي، وأعتقد أنك محتاج لهذا النمط من الحياة.
تمارين الاسترخاء أيضًا مهمة جدًّا، الضيق في الصدر والكتمة في الصدر تُعالج من خلال تطبيق تمارين الشهيق والزفير البطيئة والمتدرّجة، أرجو أن تتدرب على هذه التمارين، ويمكنك أن تستعين بالبرامج الموجودة على اليوتيوب، فيها الكثير من التفاصيل الجيدة والممتازة والنافعة.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أي نعم يمكن أن تتناول أحد مضادات القلق البسيطة، هنالك عقار يُسمَّى (سولبرايد) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (دوجماتيل)، ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء. هو سليم جدًّا، وفاعل جدًّا، وغير إدماني، وأنت لا تحتاج له لمدة أطول من هذه المدة التي ذكرتُها لك، لكن من الضروري أن تجعل نمط حياتك نمطًا إيجابيًّا وفعّالاً، وتحوّل القلق من قلقٍ سلبيٍّ إلى قلقٍ إيجابي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.