السؤال
السلام عليكم.
زوجتي عشقت صديقتها، ولي طفلان منها، والآن منفصلان لهذا السبب.
وهناك فرصة للعودة، ولكني أتذكر علاقتها مع صديقتها، فما الحل؟ هل أعود لها؟
السلام عليكم.
زوجتي عشقت صديقتها، ولي طفلان منها، والآن منفصلان لهذا السبب.
وهناك فرصة للعودة، ولكني أتذكر علاقتها مع صديقتها، فما الحل؟ هل أعود لها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يصلح لك زوجتك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يعينكما على تربية أبنائكما تربية طيبة مباركة، وأن يغفر لزوجتك وأن يتوب عليها، وأن يبصرها بالحق وأن يهديها صراطه المستقيم، وأن يجنبها الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإن الذي يبدو منها أن زوجتك تعاني من بعض الشذوذ والذي يُعرف بالمثلية، وهذا يتمثل في عشقها لصديقتها ومعاملتها لها المعاملة التي تجري عادة ما بين مثل هذا الصنف المنحرف من النساء، وأيضاً مثل هذا الصنف المنحرف من الرجال.
ولكم طفلان والآن أنتما منفصلان وهناك فرصة للعودة، ولكنك تقول بأن علاقتها الماضية تعكر صفوك كلما تذكرتها فما الحل؟
الحل - بارك الله فيك وحفظك الله ورعاك – إذا كانت هذه الأخت قد تابت من هذه العلاقة وقطعت علاقتها بهذه الصديقة، وأعطتك وعوداً بعدم التواصل معها والاتصال بها، فأرى أنه لا مانع من عودتها؛ لأن الذي حدث بينها وبين صديقتها لا يعدو أن يكون نوعاً من الشذوذ لا يصل إلى درجة الزنا بالنسبة لعلاقة امرأة برجل، وإنما هذه طبعاً علاقات مهما بعدت ومهما قربت فهي تبقى أخف وطأة من الزنا أو الخيانة الزوجية – والعياذ بالله رب العالمين – إلا أنها تبقى في تشخيصها نوعاً من أنواع الشذوذ ومرضا من الأمراض، وقد يعاودها ذلك إن أتيحت الفرصة لها على اعتبار أن هذا شيء ألفته وتعودت عليه.
وأنت بمقدورك - بارك الله فيك – أن تضع لها برنامجاً يغير نمط حياتها تماماً، فما الذي دفعها إلى عشق صديقتها؟ لعل هناك نوعاً من عدم الإشباع النفسي، عدم الإشباع العاطفي، عدم الإشباع الجنسي، عدم التواصل الذي يجعل المرأة تشعر بنوع من الفراغ وجدت أن هذه الأخت التي عشقتها تملأ هذا الفراغ.
فأنا أتمنى أن تدرس حياتك دراسة متأنية؛ لأن الرجل أحياناً قد يكون هو السبب والدافع لانحراف امرأته نتيجة التصرفات الغير مقبولة أو المعقولة التي قد تجرئ المرأة على إقامة علاقات غير مشروعة سواء أكان ذلك مع الرجال أو مع النساء، فأنا أتمنى - بارك الله فيك – أن تنظر في حياتك وأن تتأملها بدقة وبصدق وصراحة، وإذا كان لك من أي دور ساهمت به في هذا الانحراف فينبغي أن يتم القضاء عليه، ثم بعد ذلك تبدأ إلى زوجتك أيضاً وتتوجه إليها بالأسباب الداعية لإقامة مثل هذه العلاقة، وقل لها: (نحن نريد أن نتعاون على حل المشكلة، نحن الآن لسنا في المحكمة ولسنا في مجال من المصيب ومن المخطئ، وإنما نحن الآن نريد أن نبحث عن حل لهذه المشكلة: ما هي الأسباب والدوافع التي أدت لهذه المشكلة، ثم بعد ذلك نبدأ أيضاً في القضاء عليها).
امرأتك قد تعاني من نوع من الفراغ حتى وإن كان لديها عدد كبير من الأطفال، ولذلك كم أتمنى - بارك الله فيك – أن تحاول أن تغير لها نمط حياتها، وذلك بأن تبدأ معها مشروعاً لحفظ القرآن الكريم، أن تدفعها إلى حلق التعليم لتبدأ في حفظ القرآن إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً، أو بعضه على الأقل.
وأنا أعلم بأن المملكة – ولله الحمد والمنة – من أكثر دول العالم حرصاً على حفظ القرآن وتحفيظه، وقلَّما حي من الأحياء يخلو من مراكز لتحفيظ القرآن، فمن الممكن أن تدفع بها إلى هذه المراكز لتبدأ في حفظ كلام الله تعالى؛ لأن القرآن من أعظم وسائل التطهير والتزكية، فلعلها عندما تُشغل بحفظ القرآن وقراءته أن يمنَّ الله تبارك وتعالى عليها بالصفاء والنقاء.
كذلك أيضاً ما المانع أن تبدأ معها مشروع المحافظة على الدروس والمحاضرات الشرعية التي تُلقى في المساجد؟ حتى يزيد لديها الإيمان.
إذا لم يتيسر ذلك فعن طريق الأشرطة الإسلامية التي تعتبر المملكة رائدة في هذا المجال، إذ أن المكتبات الإسلامية الصوتية في المملكة بها المئات والآلاف من الأشرطة الإسلامية التي نستطيع من خلالها أيضاً أن نعوض الضعف أو الخلل أو النقص في الجانب الشرعي.
كذلك أيضاً السيديهات الموجودة التي انتشرت الآن بكثرة، والدخول على بعض المواقع الإسلامية على أن يكون ذلك بالتواصل بينكما، ومن الممكن أيضاً أن تعقدا معاً حلقة تعليم في داخل البيت وأن تجلس أنت وهي، وإذا كان الأطفال كباراً نوعاً ما وحتى ولو كانوا صغاراً في السن الرابعة أو الخامسة من الممكن أن يشتركوا معكم من باب الاجتماع، وأن تبدأوا معاً بقراءة كتاب من الكتب المفيدة والنافعة، بعض كتب السيرة المبسطة التي تتكلم عن سيرة الصالحات أو عن أمهات المؤمنين أو الصحابيات أو النساء البارعات المتميزات في التاريخ، بعض المسائل الفقهية، بعض المسائل العقدية، مسائل في فن الطبخ والطهي وغير ذلك. المهم أن تشغل فراغ امرأتك.
إذا كان لديها وقت أيضاً فمن الممكن أن تشترك في بعض الأنشطة الاجتماعية من خلال المؤسسات الرسمية الموجودة لديكم، حتى نستطيع أن نجفف منابع الفراغ الذي يؤدي بها إلى التفكير في هذا الماضي القديم.
كونك تتذكر علاقتها مع صديقتها، فهذا طبعاً أمر طبيعي، وأنت لن تستطيع أن تنساه، ولكن أقول: في جميع الأحوال هذا أهون من الزنا، فالرجل لا يقبل بحال أن تكون زوجته لها علاقة مع رجل، أما قضية امرأة مع امرأة ففي جميع الأحوال أمرها أخف، ولذلك أتمنى ألا تقف طويلاً أمام هذا الأمر ما دامت قد تابت توبة صادقة وأنت لاحظت منها صدق التوبة في هذا الأمر وعقدت العزم على ألا ترجع إلى ذلك الأمر، واعلم أن الله تعالى يقول: ((فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ))[الشورى:40].
وكما ذكرت لك اجتهد في أن تملأ كل الفراغات ولا تترك لها فراغاً أبداً للعودة إلى تلك العلاقة المحرمة، وعليك بالدعاء والدعوة، فالدعاء كما تعلم ينفع مما نزل ومما لم ينزل، والدعوة إلى الله تعالى لإعانة الإنسان على القيام بالوظيفة التي من أجلها خلقه الله تعالى.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يعينك فعلاً على تصويب مسيرة امرأتك، وعلى تصحيح مسيرتها في الحياة، وأن يعينك على وضع هدف كبير لها تستطيع أن تسعى لتحقيقه وأن تحيا له ألا وهو رضوان الله تبارك وتعالى والجنة.
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير، وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.