الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عملي المتواضع قتل طموحي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أصبحت أكره عملي (خدمة العملاء) لأنه روتيني ومرهق، كما أنه يستنزف وقتي كله، والمقابل هو قوت يومي أنا وزوجتي، كما أشعر بأنه قتل طموحي فلم يعد لي طموح، وقد سعيت كثيراً لإيجاد عمل آخر فلم أوفق، وأشعر أن عمري يُسرق مني، ودائماً تحدث أشياء تجعلني أظل في نفس الوظيفة، فهل هذا هو قدري؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Badr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان إذا رُزق من عمل لزمه وتمسك به وحافظ عليه، ولا مانع بعد ذلك من البحث عن الأفضل، مع ضرورة الرضا بما يقدره الله، فإن السعادة لا تُنال إلا بالرضا بالأقدار، كما قال عمر بن عبد العزيز: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار).

كما أرجو أن تتسلح بالصبر؛ لأن الأمر كما قال الفاروق: (وجدنا أطيب عيشنا في الصبر)، وليس في العمل أيّاً كان نوعه مشكلة، طالما كان عملاً حلالاً طيباً، وإنما العيب في التبطل والكسل وترك العمل.

ولذلك فنحن ننصحك باحترام العمل كقيمة، واشكر الله علي التوفيق حتى يعطيك من فضله المزيد، فإن الشكر يحفظ النعم، وهو سبب لجلب المزيد، ولذلك كانوا يسمون الشكر بالحافظ والجالب، والإنسان لا يتوقف عن البحث ويقول هذا قدري، وإنما عليه أن يفعل الأسباب ويتوكل على الكريم الوهاب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أن التقوى من أبواب الرزق، كما أن الاستغفار يجلب الأرزاق والأمطار والأموال والبنين، وكذلك بر الوالدين وصلة الرحم وحسن التوكل على الله، نسأل الله لك الرزق الواسع والرضا بالقضاء والقدر.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً