السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابني عمره 18 عاماً، ولديه خوف شديد من تحليل الدم يمنعه من الذهاب إلى المستشفى، فكيف أساعده بالعلاج المعرفي السلوكي؟!
وشكراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابني عمره 18 عاماً، ولديه خوف شديد من تحليل الدم يمنعه من الذهاب إلى المستشفى، فكيف أساعده بالعلاج المعرفي السلوكي؟!
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم بندر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا النوع من الخوف يعتبر من المخاوف الخاصة، ولابد أن يكون لديه سبب، ولابد أن يكون قد سمع أو مر بتجربة سلبية مما جعله يتخوف من الذهاب إلى المستشفى، والعلاج المعرفي السلوكي في مثل هذه الحالة يكون بتصحيح المفاهيم أولاً، ولابد أن يشرح له ما هو الدم وكيف يكون الدم؟ وما هي أهمية الدم؟ ولماذا يفحص الدم؟ ولا بد أن يكون هذا الشرح وافيا جداً، ثم بعد ذلك لا بد أن يستوعب أهمية إجراء الفحوصات، وما هي الدورة الدموية؟ ولماذا يقوم الأطباء بهذه الفحوصات؟ وهذا لا بد أن يُشرح له بدقة وتفاصيل، ودعيه يطلع على الإنترنت أو أي مصادر أخرى يقرأ فيها عن الدورة الدموية وعن مكونات الدم وما هي أهمية الدم، وكيف يحمل الأوكسجين؟ فهذا الاستيعاب المعرفي مهم كخلفية أساسية لتغيير المفاهيم السلبية.
وحبذا لو تحصلت على أي نوع من الأفلام والأشرطة التي توضح كيفية سحب الدم وكيفية إعطاء الدم وحتى أهمية التبرع بالدم وكيف يحدث النزيف، ولو تم عرض فيلم أو ما شابه ذلك عليه، فهذا يحسن من إدراكه المعرفي للفحوصات، ثم بعد ذلك لو شاهد كيف أن الدم يسحب من الأطفال ويعطى للأطفال، فهذا إن شاء الله سوف يحسن من قناعته، ثم بعد ذلك أحضري إبرة، ثم قومي بسحب أي محلول أحمر اللون عن طريق هذه الحقن، واجعلي هذا الابن يمسك بهذه الحقنة ويتأملها ويحركها بين يديه ويضعها حتى على الأوردة التي يسحب منها الدم في المستشفى، ويجب أن لا يحاول ذلك ولا تحاولي ذلك ولكنها فقط توضع على نفس المكان، فهذه التمارين يجب أن تكرر، ويقال: إنها كعميلة علاجية لا بد أن تستمر أربعين دقيقة على الأقل، ولا بد أن تكون حوالي 15 جلسة، فهذا تعرض التقائي معرفي لمصدر الخوف.
وبعد ذلك يبدأ في المرحلة السلوكية الثانية وهي الذهاب إلى المستشفى، وحبذا لو كان لديكم أحد الممرضين أو الأطباء من الأهل ليشرح له الأمر ببساطة، وبعد ذلك يذهب لزيارة بنك الدم في داخل المستشفى، ويعرف ويشاهد كيف أن الناس تتبرع بالدم، فهذا ضروري جداً، ثم بعد ذلك يذهب إلى المختبر دون أي سابقة إنذار أنه سوف يسحب منه الدم، وإنما يذهب ويشاهد كيف يسحب الدم من الناس، ويقوم بذلك عدة مرات، وإذا وجد أحد الأطباء أو أخصائي المختبرات المتفهمين لمثل هذه الصعوبات فسوف يقوم بإقناعه بأن هذا الأمر بسيط جداً.
ولا بد أن يقوم بتمرين استرخائي خاصة تمارين التنفس، فيستلقي ويتخيل أنه الآن يسحب منه الدم في هذا الوقت، ويأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً، ويملأ صدره بالهواء، ثم بعد ذلك يُخرج الهواء، وهناك من يرى أن إعطاء الأدوية مثل الزيروكسات أو السبراليكس يساعد كثيراً في أن يقل القلق والتوتر؛ لأن المخاوف في الأصل هي نوع من القلق، وهذه الأدوية سليمة، فيتناول الزيروكسات بجرعة نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى حبة كاملة يتناولها لمدة شهرين، ثم تخفض إلى نصف حبة يوميّاً لمدة أسبوعين، ثم يمكن التوقف عنها، وميزة الأدوية أنها تهيئ الإنسان وتجعل له القبول لتطبيق التمارين السلوكية، هذه حقيقة مهمة جداً.
وإذا طبقت هذه التمارين البسيطة التي ذكرتها، وتم تناول العلاج، فأعتقد أنها بإذن الله سوف تزيل هذه المخاوف.
نسأل الله له الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.