السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كنت أشتكي من أن أخطاء الطفولة تسبب لي الكثير من الآلام في الوقت الحاضر، وأني أصبحت غير قادر على التركيز في الفترة الحالية؛ نتيجة استمراري في تذكرها، وقد ذهبت إلى طبيب نفسي وبدأت العلاج على أنه وسواس قهري فتناولت زيروكسات وأنافرانيل وتفرانيل، وقد استمررت في تعاطي هذه الأدوية أربعة أشهر ولكنها حقيقة لم تأت بنتيجة؛ فشعرت بأني أتناول مخدرات تجعلني نائماً لمدة 15 ساعة يومياً، وباقي اليوم أكون في منتهى الإرهاق، فتوقفت عن العلاج وأخذت فترة هدنة لأراجع الأمور من البداية فوجدت أني اعتقدت خلال الفترة الماضية أن المشكلة في عدم قدرتي على نسيان الماضي، وعدم قدرتي على تجاوزه، ولكن الحقيقة أن عقلي استخدم أخطاء الطفولة كوسيلة لتبرير ما يواجهني من أعراض حالية، وأن الحقيقة هي أن الماضي لا يسبب أي مشكلة؛ لأني قادر على فهم طبيعة الأخطاء الماضية وتجاوزها، إذن ما هذه الأعراض التي فسرها عقلي بطريقة خاطئة والتي تعتبر السبب في كل هذا؟ هي ما يلي:
1- عند التركيز في عمل شيء معين كالمذاكرة والصلاة واللعب أشعر بوجود ضغط نفسي رهيب علي، وقلق شديد ونوع من الطاقة السلبية والإحباط، وأجد عقلي ينطلق بقوة نحو أي شيء آخر غير الذي أريد التركيز فيه، وقد ينطلق إلى الماضي والطفولة، ولذلك في البداية اعتقدت أن المشكلة هناك، ولكنه في الحقيقة ينطلق نحو أي شيء يسبب لي القلق.
2- لا أستطيع أن أبدأ في أي عمل، وإذا بدأت سرعان ما يعاودني عدم الرغبة وتعاودني الأعراض السابقة، وأشعر بالأرق الدائم.
3- أشعر بوجود غيمة على عقلي وعدم قدرتي على تنظيم الأفكار، وأغرق دائماً في الأفكار، وأشعر بالتمللّ.
4- الشعور باكتئاب نهاري يخف بعض الشيء ليلاً، وأحس بآلام في أماكن متفرقة في جسدي، مع العلم أنها آلام وهمية لأني راجعت الطبيب أكثر من مرة.
5- علاقتي مع الناس أشعر دائماً فيها بالقلق، لذلك أجعلها دائماً سطحية، والقلق الذي أعنيه هنا قلق مبهم وليس تجاه شيء معين أو أشخاص بعينهم حتى في علاقتي مع أسرتي.
وبالطبع عقلي ينهك من بعض هذه الأعراض، فتجدني أتجه إما للأكل - وقد زاد وزني 20 كيلو في العامين الأخيرين مع أني كنت في منتهى الرشاقة، أو إلى الانعزال والانطواء أو إلى - مع الأسف - ممارسة العادة السرية.
وأسئلتي هي: هل كل أدوية الأمراض النفسية مخدرة ومنهكة وتزيد الوزن وتؤدي إلى الشلل العقلي؟ لأني بدأت أشعر أن الأدوية النفسية وهمٌ، وأن الموضوع لا يتعدى المخدر، فما الذي علي فعله بالضبط؟ وهل أذهب إلى طبيب نفسي أم أصرف الدواء من الصيدلية مباشرة أم ماذا؟
وحقيقة فإن جميع الأطباء يعطون نفس الدواء، فما هي فرصي في العلاج وعودتي إلى حياتي الطبيعة؟ مع العلم أني طالب في كلية الهندسة قسم الكمبيوتر، يعني أحتاج إلى كل ذرة عقل عندي.
وفي النهاية: أكاد أجزم بأن مرضي قائم على الوهم، أي أن عقلي يشعرني بهذه الأعراض ولكني غير قادر على تجاوز هذا الوهم والإيحاء العقلي، ولا أعرف لماذا! ولا أظنها ضعف إرادة؛ فلقد خضت أهوالاً كثيرة ومحاولات عدة من أجل العلاج، فأين الطريق لاستعادة سيطرتي على حياتي؟
وجزاكم الله خيراً.