السؤال
كان حلمي دائماً أن أكون صيدلانياً، والحمد لله بعد أن أنهيت الثانوية قام أخواي الكبيران -حماهما الله وحفظهما- بالإنفاق علي وتدريسي خارج بلدي، وذلك بأمرٍ من والدي العزيز، فهو الذي أمرهم بدعمي المادي في ذلك، والآن بعد أن أنهيت دراستي وعدت لبلدي إليك ما أنا فيه:
لقد مضى على تخرجي 10 أشهر، وأنا الآن في طور تجهيز أوراقي في بلدي، فهي تأخذ مدةً تقارب الثلاثة أشهر حتى تنتهي، ولكن ما يُقلقني ماذا أفعل بعد أن تنتهي أوراقي؟!
أنا لي رغبة في أن أفتح صيدلية، وأعمل فيها، ولكن من أين لي المال؟! أغلب أصدقائي ومعارفي يظنون أن إخوتي هم الذين سينفقون علي أيضاً، ولكن هذا شبه غير صحيح، أخي الكبير -حماه الله وحفظه- قال لأهلي عندما تخرجت دون علمي أنه لن يُساعدني بعد تخرجي في شيء، وقد قال هذا الشيء وهو منزعج، وقد علمت بالأمر فيما بعد، وأنا لا ألومه فهو حتى الآن لم يتزوج، وقد أصبح عمره 31 سنة، وهو يُساعد أبي في مصروف البيت، أما أخي الآخر الأصغر منه -حفظه الله وحماه- فهو أيضاً لم يتزوج ولم يشتر منزلاً لزواجه، ويُساعد أبي في المصروف أيضاً ولكنه لم يقل أنه لن يُساعدني بعد تخرجي، ولكنه رغم ذلك لم يعرض نفسه علي ولم يتحدث في ذلك، أحس بأنه يخجل أن يقول لي ذلك -يعني شبه مطنش- وهو أيضاً لا ألومه في موقفه -ساعدهما الله-.
بعض الناس يقولون لي: سافر إلى دول الخليج ولكن من أين لي بسعر الفيزا أو حتى أي معارف هناك؟ هل أتغرب مرةً أخرى فأنا لا أعرف كيف انتهت سنوات الدراسة؟
وبعضهم يقول لي: عُد إلى البلد الذي درست فيه واشتغل هناك، ولكن أصحابي هناك أكثرهم لا يأخذ أكثر من 600 دولار، وهي في الحقيقة قليلة؛ لأني مغترب ولا تكفي لأسدد لإخوتي حماهم الله المال الذي علموني به.
ويمكنني أن أعمل في بلدي كمندوب للأدوية، ولكن أغلى راتب لا يتعدى الـ400 أو الـ500 دولار، وهذا لا يكفي كما علمت.
بالنسبة لأقربائي هم يقدرون على مساعدتي كأعمامي ولكن كما يقال (ما حدا لحدا)
وأبي أعانه الله بصعوبة يحصل على مصروف البيت.
ماذا أفعل؟ أنا في حيرة!!