السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي صديق أعتبره خِلي الوفي وأقرب شخص إليّ، فهذا الشخص لم أحصل عليه بسهولة، وانتقيته من بين الكثير من الأصدقاء مع فائق احترامي وتقديري لباقي أصدقائي، فلكل شخص مكانته الخاصة لدي، وهذا الصديق أعتبره كظلي فلا أستطيع مفارقته ولو لليلة واحدة، وكذلك أحس أنه يبادلني نفس الشعور، إلا أنه لم يصارحني بذلك.
مضت الأيام والليالي وتعرفت على بعض أصدقائه، وكلهم من الصالحين والحمد لله، إلا أنه في ذات يوم أخطأ أحدهم في حقي فكتمتها في نفسي، وقللت من المجيء إلى صديقي، لأني في ذلك الوقت لم أصارحه بمكانته في نفسي، ولاحظ هو كذلك قلة مجيئي.
وفي ذات يوم اتصل بي وقال لي: لماذا لم تعد تأتِ كالسابق؟ فقلت له إن أحد أصدقائه بدأ يتضايق من وجودي معه، وصدرت منه كلمة عبرت عن شعوره، ففهم الموضوع وقال لي: إن شئت آتيك به ليعتذر منك، فقلت له: لا أريد أن أرى وجهه ودعها للأيام، وأنا أقول لكم الحق فهذه الكلمة التي قالها جرحت مشاعري، فهو لا يعرفني إلا منذ مدة قليلة، فلماذا يقول عني هذه الكلمة؟! وكرهت هذا الشخص ولم أعد أطيقه، ومضت الأيام كما هي، وفي ليلة تأخر صديقي عني فقمت بالاتصال به فقال لي إنه مع صديقه فلان - الشخص الذي لا أطيقه -، وعندما أكمل حديثه معه أتاني، فلمته وقلت: لماذا هذا الشخص معك ولماذا...؟ ومن شدة غضبي وغيرتي على صديقي خرج مني لفظ وأنا أعترف بأني أخطأت في حقه بلفظ سيئ، فغضب مني صديقي غضباً شديداً، لدرجة أنني شعرت أن لا قيمة لي عنده.
وحاول أحد الأصدقاء أن يتدخل وفشل، ولم يبق شيء إلا وفعلته له لكي يرضى، ولكن لا فائدة.
والآن علاقتي به ليست كسابق عهدها، وأنا الآن أريد مشورتكم، كيف أتعامل مع صديقي وخليلي وأن أطرد هذه الوساوس؟ وماذا أفعل؟ وهل أتصالح مع صديقه وأتنازل عن كرامتي من أجل صديقي؟!
أثابكم الله وعفا عنكم.