السؤال
السلام عليكم.
قيل لي بأن لديك سلوكاً طفولياً، فما هي أعراضه؟ وما السبيل للعودة إلى السلوك القويم؟
وشكراً جزيلا.
السلام عليكم.
قيل لي بأن لديك سلوكاً طفولياً، فما هي أعراضه؟ وما السبيل للعودة إلى السلوك القويم؟
وشكراً جزيلا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ربما يقصد الذين قالوا لك أن لديك سلوكاً طفولياً هو أن ما تقوم به من أفعال وتصرفات لا يناسب أو لا يتطابق مع عمرك الميلادي، ونحن نقول في علم النفس أنه بالنسبة للإنسان الطبيعي أو العادي يجب أن يتطابق عمره العقلي مع عمره الميلادي؛ لأن العمر العقلي إذا قل عن العمر الميلادي فهذا يدل على أن هنالك نوعاً من النكوص في المقدرات العقلية، بمعنى أن الإنسان يمكن أن يكون عمره عشرين عاماً، ولكن نسبةً لإصابته بتخلف عقلي مثلاً يمكن أن يتصرف تصرف طفل عمره سبع أو ثمان سنوات.
والطفولة تعد من أطول مراحل الحياة مقارنةً بالحيوانات، وهي تُعتبر من الحلقات الضعيفة في حياة الإنسان، والإنسان يكتسب في طفولته أشياء كثيرة، ولكن لابد أن يحدث له نوع من النضوج، وأن تكون تصرفاته تناسب أو تتطابق مع المرحلة العمرية التي هو فيها.
لا أعتقد أن من يصفوك بأن سلوكك طفولياً يقصدون أنك في مرحلة الطفولة، ولكن ربما يريدوك أن تتصرف بمسئوليةٍ أكثر، وهذا ربما يكون هو الذي قصدوه.
أنت عمرك الآن 42 سنة، وهذا بالتأكيد هو عمر الحكمة والنضوج والعقلانية والتوازن النفسي والوجداني.
العودة للسلوك القويم هو أن أتصرف بعقلٍ وحكمة، وأن أحسب النتائج لتصرفاتي قبل أن أقوم بها، ولابد أن يتطابق تصرفي مع ما يقره المجتمع، مع اعتبار القيم الفاضلة والمقبولة كشيء أساسي في علاقاتي مع الآخرين.
إذن: الالتزام بفضائل الأعمال هو الذي يؤدي إلى السلوك القويم والسلوك الصحيح، والتواصل مع الناس يتطلب بالتأكيد انضباط معين، فالإنسان حين يجلس في مجتمعٍ ما، يجب أن يكون وقوراً ومحترماً ومفيداً للآخرين، خاصةً فيما يقوله وفيما يفعله، ولابد أيضاً من أن يهتم الإنسان بمظهره وهندامه، ومستوى نظافته وأن يوقر الكبير، وأن يقدر الصغير، وأن تكون له المعرفة والإلمام اللفظي والعملي حين يخاطب الآخرين.
وبالتأكيد المرحلة العمرية تتطلب التزامات معينة من الإنسان، فالإنسان الذي في عمرك يجب أن لا يتخلف عن الواجبات الاجتماعية أياً كان نوعها، ويجب أن تكون له علاقاته المتوازنة مع من هم في عمره أو أقل أو أكثر. هذا هو الذي أود أن أقوله .
وبالله التوفيق.