الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حجب أبناءه عن رؤية والديه لهم، فهل من نصيحة لهذا الابن؟

السؤال

ما حكم الدين في الابن الذي يطيع زوجته ويخفي أولاده عن أمه وأبيه إرضاءً لها؟ لم يرَ الأبوان أحفادهما منذ 10 سنوات، وهو يزورهم فقط في المهرجانات، أو بعدها قائلاً: "لا أستطيع أن أسمح لهم غصبًا عنها، اصبروا حتى نجد فرصة" ولم تأتِ تلك الفرصة بعد، بالرغم أنه نال الكثير من الدلال والرعاية عندما كان صغيراً، حيث كان كل شيء يُلبى له، من شقة إلى سيارة إلى مصيف إلى مصروف شهري.

الآن، هو مانعهم من رؤية الأحفاد، ووالداه على أمل أن قلبه سيرقّ في يوم من الأيام، ذهبت إلى ابن أختي وإلى زوجته، (وأنا خالته) وبدأت تقديم النصيحة باللين، وأخبرتهم أني سأصلح بينهم وسننسى كل قطيعة، ووعدوني أنهم سيحضرون، ولكنه لم يحضر وأخبرني أنه في عمل بالخارج ولم يأت، وهذا الحال منذ 5 سنوات.

أرجو توجيه رسالة لهذا الابن وغيره، مع العلم أنه الآن قاطع الاتصال، وهو في محافظة أخرى، وأمه وأبوه عرفوا بالصدفة أنه انتقل، ولم يخبرهم بأنه انتقل إلى محافظة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماجدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يهدي ولدكم، وأن يصلح حاله، وأن يجنبه العقوق وآثاره.

الأخت الفاضلة: لا شك أن استجابة الابن لزوجته في حجب الأولاد عن أهلهم إثم عظيم، وقطيعة رحم، والله عز وجل، قال: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) [محمد:23] وقال عز وجل: (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [الرعد:25].

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قاطع) قال سفيان في روايته: (يعني قاطع رحم). متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم) رواه أحمد.

وعليه فيجب على الابن أن يتقي الله عز وجل، وأن يبادر ببر والديه، وأن يحمل أولاده إليهم، ولا يجوز له أن يستجيب لمنع زوجته.

كما نود منك التواصل معه والحديث حول هذا الأمر، وقد بذلت جهدك في المرة السابقة، شكر الله سعيك، وفي هذه المرة يمكنك إدخال بعض الصالحين الذين يحبهم الابن؛ لتحذيره من مغبة العقوق عليه في الدنيا والآخرة.

كما نوصيك -أختنا- بكثرة الدعاء له بالهداية، نسأل الله أن يصلحه، وأن يهديه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً