الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل فعلاً أعاني من ثنائي القطب وهذه الأدوية غير مناسبة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أود أن أوضح حالتي باختصار، منذ عشر سنوات، عانيت من ضيق نفس شديد، تسبب لي بقلق أثناء النوم، تواصلت معكم ووصفتم لي دواء (ريمارون) بجرعة نصف حبة، ولله الحمد، تحسنت حالتي في النوم.

كان مصدر الضغوط النفسية هو عملي، وبعد تركه، التحقت بوظيفة أخرى، مما ساهم في تحسن حالتي النفسية -بفضل الله- ومع ذلك، منذ ثلاثة أشهر، وبعد مرور عشر سنوات على حالتي النفسية الأولى، بدأت أشعر بضغوط في العمل مجددًا، وبدأت أفكر في أن حالتي النفسية السابقة ستعود.

تعرضت لاضطرابات في النوم، حتى بعد استخدام (ريمارون)، استشرت طبيبًا وأخبرني أن هذا اكتئاب، فصرف لي (أفيكسر150)، مع (ريمارون)، لكن (افيكسر) تسبب لي بهيجان شديد، وأخبرني الطبيب أن مضادات الاكتئاب ليست مناسبة لي، لأني أعاني من ثنائي القطب، فصرف لي تجريتول 200 مرتين يوميًا، شعرت بهدوء نسبي، وبدأت أيضًا بتناول سيروكويل 200 ملغ، لتحسين النوم، مما ساعد في ذلك.

حالتي كانت سيئة، حيث شعرت بالقلق والتوتر وفقدان الرغبة في الحياة، لذلك قام الطبيب بتعديل العلاج، حيث استبدل تجريتول بسوليان 50 ملغ، مرتين يوميًا، وأولازين 2.5 ملغ مرتين يوميًا، بسبب فقدان الشهية.

زرت الطبيب مرة أخرى، وأضاف أندرال 40 ملغ صباحًا، وتم تعديل جرعة سوليان إلى حبة واحدة، ومع ذلك، لا تزال حالتي النفسية متدهورة مع توتر مستمر، رغم تحسن النوم بسبب السيروكويل.

الآن، يقترح الطبيب استبدال أولازين بـجابابنتين 300 ملغ مرتين، يوميًا مع سوليان وأندرال وسيروكويل.

أود معرفة ما هو العلاج المناسب لي؟ وما هي الجرعات؟ كما أريد أن أوضح أني تناولت اتيفان 1 غرام، بنصف حبة لمدة يومين، مما ساعدني في الشعور بالهدوء، وتقليل التوتر، فهل يمكنني استخدامه عند الحاجة أو الاعتماد عليه في خطة العلاج؟ وهل هو إدماني؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي، بعض حالات الاكتئاب النفسي أحادي القطب قد يتضح بأنها بالفعل حالات اضطراب وجداني ثنائي القطب، هذا نشاهده بالذات عند صغار السن، لأن من يأتيهم الاكتئاب النفسي ما بين سن خمس عشرة إلى سن الثلاثين، يجب أن نكون حذرين جدًا في أن احتمالية ثنائية القطبية موجودة لديهم.

قد يكون هذا هو الشيء الذي حدث في حالتك، وجزا الله الطبيب خيراً، فقد قام باتخاذ الإجراء اللازم، وبالنسبة للقطبين، أي القطب الاكتئابي والقطب الانشراحي، قد يكونان مختلطين في بعض الأحيان، أو قد يكون أحدهما هو المهيمن والأقوى؛ والقطب الانشراحي ليس من الضروري أن يكون انشراحياً بمعنى الكلمة، قد تكون هنالك مشاعر بزيادة الطاقات، لكن يكون المزاج توترياً، وانفعالياً، كما حدث في حالتك.

إذًا استمر مع الطبيب، جزاه الله خيرًا، فهو قام بالتشخيص الصحيح، حسب ما أرى، وبعد ذلك الخطة العلاجية ليست صعبة، لأننا نمتلك مجموعة كبيرة من الأدوية الفاعلة جدًا لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، واقتراح الطبيب بتناول (الجابابنتين) اقتراح جيد، وربما يكون قصده هو تحسين النوم، كما أن (الجابابنتين) له صفات ضعيفة لتثبيت المزاج.

من ناحيتي، أرى أن (اللاميكتال) قد يكون هو الأفضل، لأن (اللاميكتال) مثبت للمزاج بصورة فاعلة جدًا، خاصة إذا كان القطب الاكتئابي هو الأقوى، كما ألاحظ في حالتك.

لكن إذا رأى الطبيب أن تستمر على (الجابابنتين)، فهذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك؛ يمكن -يا أخي- أن ترفع أيضاً جرعة (السيركويل) لتصبح 400 مليجرام ليلًا، ليكون هو العلاج الرئيسي بالنسبة لك، ولا داعي (للأولنزبين) بعد أن يرفع (السيركويل)، وقد لا تحتاج أيضاً (للسوليان)، ويكون علاجك الرئيسي هو (السيركويل) زائد (اللاميكتال) أو (الجابابنتين)، وإن تركت هذه الجرعات الصغيرة (السوليان والإندرال)، فلا بأس في ذلك أبدًا.

بالنسبة طبعاً للأديبان، والذي يعرف باسم لورزبيان؛ هو دواء مريح جدًا ويؤدي إلى حالة استرخائية ممتازة لدى الكثير من الناس، ويحسن النوم، لا مانع -يا أخي- من تناوله، لكن على مسافات متباعدة، يعني مرة إلى مرتين في الأسبوع، ولا تزيد من 1 مليجرام، لأن هذا الدواء أيضًا له قابلية للتعود؛ لكن إذا استعمله الإنسان بحكمة وبصورة متباعدة، فلا بأس في ذلك.

حاول -يا أخي- أن تنظم حياتك بصفة عامة، أن تتجنب النوم النهاري، وأن تتجنب السهر، وتتجنب تناول الموقظات كالشاي والقهوة في فترة المساء.
ممارسة الرياضة مهمة جدًا، التواصل الاجتماعي، الواجب الديني، كلها -يا أخي- من المتطلبات التي يجب أن يجعلها الإنسان جزءاً من حياته، وكذلك القراءة والاطلاع كلها نافعة ومفيدة، واحرص على المتابعة مع طبيبك، وأنا أرى أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تعيش حياة طيبة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً