الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تيبس العضلات وتوترها..هل هو نتيجة للقلق والتوتر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب جامعي عمري 21 سنة، أشعر مؤخرًا بتيبس في عضلات الصدر مرتبط بالكتف عند الاستيقاظ من النوم، أو عند فعل حركات معينة، وأشعر بأن عضلات جسمي متوترة، مع العلم أني أعاني من القلق، والتوتر، والخوف العام لفترات طويلة، حيث إني مررت بظروف متعبة نفسيًا، ولا زلت لا أستطيع تخفيف التوتر.

أصبح القلق عادة بالنسبة لي، كيف أخفف التوتر؟ وهل هذه الأعراض الجسمية نتيجة للقلق والتوتر؟

بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Soheyb حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وشكرًا على سؤالك واستشارتك، وللإجابة على سؤالك الذي ورد وهو: هل الأعراض الجسمية تعتبر نتيجة للقلق وللتوتر؟

نعم، كثير من الأعراض الجسمانية تعتبر جزءًا من علامات وأعراض مرض القلق العام، والتوتر هو أيضًا العرض النفسي للقلق. اضطراب القلق من الاضطرابات الشائعة، ويمكن أن يزيد وينقص حسب المؤثرات الخارجية والضغوطات النفسية التي يتعرض لها الإنسان.

ذكرتَ أنك تعاني من بعض الظروف المتعبة نفسيًّا، ولا زلت، وهذا قد يكون من المؤثرات المستمرة والتي تجعل القلق مستمرًا كاضطراب، وبالتالي ظهور الأعراض يكون مستمرًا، ويُؤثّر على حياتك اليومية، سواء كانت في مثل هذه الأعراض من مثل تيبُّس العضلات، أو عدم القدرة على الاسترخاء في العضلات، أو عدم القدرة على النوم، واضطرابات في التنفُّس، واضطرابات في ضربات القلب، وأحيانًا تزيد نسبة التعرُّق في الجسم، والإحساس بعدم القدرة على التركيز ... كل هذه تأتي نتيجة كأعراض للقلق العام.

هناك كثير من التدخلات التي يمكن من خلالها التخلص من القلق، ولا بد من مراجعة الطبيب النفسي، إذا كنت تريد عمل تقييم كامل للحالة، وبالتالي اختيار الأدوية المناسبة، ومن الخطة العلاجية: استخدام بعض الأدوية التي تُساعد على التخلص من القلق، وكذلك هنالك بعض التدخلات النفسية التي يمكن من خلالها تغيير نمط الحياة والتفكير الإيجابي، وبالتالي التخلص من الأفكار التي تؤدي إلى التوتر والقلق، ومن خلال ذلك يتم التحكم في نوبات القلق.

كذلك هنالك الكثير من التمارين التي يمكن بها المساعدة في التخلص من آثار القلق على العضلات، وبالتالي تيبس العضلات، سواء كان في الصدر أو في غيره من الجسم. هذه التمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، وتُمارس بطريقة معينة، يتم من خلالها أخذ التنفس بطريقة بطيئة، وإخراجه أيضًا بطريقة بطيئة، حتى يتم التخلص من كل ما هو في الجسم يؤدي إلى تيبُّس العضلات.

وكذلك أيضًا تغيير طريقة التفكير، التي تساعد على التخلص من توتر العضلات، والأعراض الجسمية الأخرى، من خلال بعض التدخلات النفسية، مثل العلاج، أو التدخلات النفسية السلوكية الفكرية، الـ (CPT) وهو من التدخلات التي يمكن به التحكّم في القلق، والقلق العام، والتوتر المستمر، أو نوبات القلق، ويتم من خلال ذلك أيضًا التخلص من هذه الأعراض المصاحبة للقلق، خاصة الأعراض المرتبطة بتيبس العضلات.

وفقك الله وأعانك على التخلص من هذه النوبات والقلق عمومًا، وفي ختام الاستشارة أنصحك بممارسة بعض الأشياء التي يمكن أن تُساعد على الاسترخاء، ومنها بعض العبادات يشكل عام، مثل أداء الصلوات على وقتها، والذكر، والاستماع وقراءة القرآن، وكذلك أيضًا ممارسة بعض الأنشطة الرياضية المختلفة، والتأكد من أخذ قسط كاف من الراحة، وقسط كاف من الطعام، والمحافظة على الصحة العامة.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً